17 توت:  نياحة القديسة ثاؤغنسطا

وفيه أيضا تنيحت المطوبة ثاؤغنسطا. كانت علي أيام أنوريوس وأرغاديوس الملكين البارين، وحدث أنه في أحد الأيام أتي رسل من قبل ملك الهند بهدية الملكين، وفي طريق عودتهم وجدوا هذه العذراء ثاؤغنسطا وفي يدها كتاب تقرأ فيه. فاختطفوها وانطلقوا بها إلى بلادهم، وصارت رئيسة علي حشم الملك ونسائه. واتفق أن ابن الملك مرض مرضا شديداً، فأخذته في حضنها وصلبت عليه علامة الصليب، فعوفي في الحال. فشاع الخبر في تلك البلاد، ومن ذلك اليوم أعتقت ونالت حريتها. 

واتفق أن الملك ذهب إلى الحرب فحل حوله قتام وضباب، ولمعرفته بعلامة الصليب، التي ترشمها ثاؤغنسطا، صلب علي الريح فصار صحوا، وبعلامة الصليب غلب أعداءه.

ولما عاد من الحرب خر عند قدمي القديسة طالبا المعمودية المقدسة هو وأهل المدينة. فعرفتهم أنه ليس لها أن تعمد. فأرسلوا إلى الملك أنوريوس يعرفونه بقبولهم الإيمان، ويطلبون منه قساً يعمدهم. فأرسل لهم قساً حبيساً قديساً فعمدهم جميعا. وناولهم من جسد المسيح ودمه. ففرحت العذراء بمجيئه. وتبارك كل منهما من الآخر، وأقامت لها ديراً اجتمع فيه كثيرات من العذارى اللواتي رغبن في الرهبنة.

ولما عاد القس إلى الملك وأعلمه بعودة أهل المدينة إلى الإيمان بالسيد المسيح فرح كثيرا، واتفق مع البطريرك علي رسامة القس أسقفا وأعادته إليهم. فابتهجت نفوسهم، وكانوا قد بنوا كنيسة عظيمة، واحتاجوا إلى أعمدة. وكان هناك هيكل كبير للأوثان به أعمدة فنقلوها إلى هذه البيعة. وعاد بقية أهل المدينة إلى الإيمان بالسيد المسيح. أما العذراء فابتهجت بما تم. ثم تنيحت في ذلك الدير وسط العذارى. صلاتها تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا . أمين.