22 توت:  شهادة القديس يوليوس الآقفهصي  كاتب سير الشهداء

وفي هذا اليوم أيضا استشهد القديس يوليوس الاقفهصي  كاتب سير الشهداء. هذا الذي أقامه  السيد المسيح للاهتمام بأجساد الشهداء القديسين وتكفينهم وإرسالهم إلى بلادهم. وقد أسدل الرب علي قلوب الولاة سهواً فلم يتعرض له أحد، ولم يرغموه علي عبادة الأوثان. وحفظه الله للعناية بالشهداء واستخدم ثلاثمائة غلام لهذه الغاية. فكانوا يكتبون سير الشهداء القديسين، ويمضون بها إلي بلادهم. أما هو فكان يخدم الشهداء بنفسه ويداوى جراحهم. وكانوا يدعون له ويقولون: لابد من سفك دمك علي اسم المسيح لتحسب في عداد الشهداء. فلما زال ملك دقلديانوس وملك قسطنطين البار. أراد السيد المسيح أن يتم له ما قد تنبأ به إلى القديسون ليحسب في عداد الشهداء. فأمره الرب أن يمضى إلى أرقانيوس والي سمنود ويعترف بالسيد المسيح فانطلق إلى هناك فعذبه الوالي عذابات كثيرة وكان الرب يقوية. وصلي فانشقت الأرض وابتلعت سبعين وثنا ومائة وأربعون كاهنا ـ كانوا يخدمونها ـ لما قدموها له ليسجد لها كأمر الوالي الذي لما رأي هلاك آلهته وكهنتها أمن بالسيد المسيح. ثم مضى بصحبة القديس إلى والي أتريب  الذي عذب القديس يوليوس عذاباً شديداً، وكان السيد المسيح يقويه.

وكان في بعض الأيام عيد للأصنام فزينوا البرابي  بالقناديل والتماثيل وسعف النخل، وأغلقوا الأبواب إلى الغد ليبدءوا باحتفال العيد. وطلب القديس من الرب فأرسل ملاكه وقطع رؤوس الأصنام وغبر وجوهها بالرماد وأحرق السعف وجميع آلهة البربا. ولما أتوا صباح اليوم التالي وهم متسربلون باللباس للاحتفال بالعيد ورأوا ما ألم بآلهتهم، عرفوا ضعفها فأمن والي أتريب وعدد كبير من الشعب بالسيد المسيح.

ثم مضي القديس من هناك إلى طوه  ومعه والي سمنود ووالي أتريب، واجتمع بالاسكندروس واليها. فامتنع أولاً عن تعذيبهم، ولكنه رجع أخيرا فأمر بضرب أعناقهم. وهم يوليوس وولداه تادرس ويونياس وعبيده، وواليا سمنود وأتريب، وجماعة عظيمة يبلغ عددهم ألف وخمسمائة نفس استشهدوا معه وحملوا جسده وولديه إلى الإسكندرية، لأنه كان من أهلها. شفاعته تكون مع جميعنا، ولربنا المجد دائما أبديا. أمين.