25توت:  القديس موريس والكتيبة الطيبية

سميت هكذا لأن أفرادها كانوا من مدينة طيبة (الأقصر) وكان قائد هذه الكتيبة هو القديس موريس. كانت هذه الكتيبة معروفاً عنها الشجاعة فى الحروب والجلد والإخلاص. ولما أعلنت بعض قبائل من فلاحى غاليا (فرنسا) العصيان على مكسيميانوس إمبراطور الغرب سنة 286م أرسل إليه ديوكلتيانوس هذه الكتيبة لنجدته.. بوصول هذه الكتيبة إلى إيطاليا، أرسل الإمبراطور قسماً إلى حدود غاليا ليرابط هناك، وقسماً آخر إلى الحدود السويسرية ينتظر هناك استعداداً للطوارئ.

قبيل المعركة كان لابد من أن تتم بعض الطقوس الدينية الوثنية طلباً لمعونة الآلهة للنصرة فى الحرب. لكن رجال الكتيبة رفضوا المشاركة فى هذه الممارسات الوثنية لأنهم كانوا مسيحيين.

أمر الإمبراطور جنوده الرومان بأن يصفوهم صفاً صفاً ويجلدوا كل عاشر فى مختلف الصفوف ثم يقطعوا رأسه بعد جلده. وهكذا قطع رؤوس عُشر جنود الكتيبة، كنوع من الإرهاب للباقيين. لكن هؤلاء حرروا لـه رسالة وقعوا عليها جميعاً جاء فيها: "أيها القيصر العظيم، نحن جنودك، لكننا فى نفس الوقت عبيد الله. نحن ندين لك بالخدمة العسكرية، أما الله فندين لـه بولاء قلوبنا. نحن نأخذ منك الأجر اليومى، أما الله فسننال منه الجزاء الأبدى..لا يمكننا بحال من الأحوال أن نطيع الأوامر المخالفة لله. إذا اتفقت أحكامك مع أحكامه فنحن ننفذها، أما إذا تعارضت فلن نقبلها، إذ ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس.. لسنا ثواراً، فالأسلحة لدينا، وبها نستطيع أن ندافع عن أنفسنا ونعصاك، لكننا نفضل أن نموت أبرياء، على أن نعيش ملوثين. ونحن على أتم استعداد لتحمل كل ما تصبه علينا من أنواع التعذيب، لأننا مسيحيون، ونعلن مسيحيتنا جهاراً."

وما أن قرأ مكسيميانوس هذا الخطاب، حتى أمر بقتل عُشر باقى الكتيبة.. وعاود المحاولة معهم ليبخروا للآلهة، لكنهم أبوا… حينئذ احتدم غضبه، وأمر بإبادة الكتيبة بأكملها أينما وجد أفرادها.. وهكذا أعمل الجنود الرومان سيوفهم فى رقاب الضباط والجنود المصريين، ولم يبقوا على أحد منهم.. وهكذا استشهدوا فى أماكن مختلفة بعضهم فى فرنسا وبعضهم فى مدن شمالى إيطاليا، والبعض فى سويسرا..وكان عدد جنود الكتيبة 6666. وقد استشهدوا قبل الاضطهاد العام الذى أثاره الطاغيتان ديوكلتيانوس ومكسيميانوس.بركة صلواتهم وطلباتهم تكون معنا أمين.