19به:  اجتماع مجمع بإنطاكية على بولس الساموساطي

 في هذا اليوم من سنه 280 م اجتمع مجمع مقدس بكنيسة إنطاكية لمحاكمة بولس الساموساطي، الذي كان من أهل ساموساط ، و قدم بطريركا علي إنطاكية، وقد غرس الشيطان في عقله الاعتقاد بأن السيد المسيح إنسان عادي بسيط، خلقه في الله واصطفاه ليخلص به البشر، وأن مبتدأ المسيح بكليته من مريم، وأن اللاهوت لم يتحد به، بل صحبه بالمشيئة وأن الله أقنوم واحد، ولم يكن يؤمن بالابن ولا بالروح القدس.

فاجتماع بسببه مجمع بمدينه إنطاكية وكان ذلك في أيام حكم الملك أورليانوس، وبطريركية الأب ديوناسيوس الرابع عشر علي الإسكندرية، وذلك قبل مجمع نيقية بخمس وأربعين سنة ولشيخوخة الأب ديوناسيوس بطريرك الإسكندرية لم يستطع الحضور معهم، فكتب رسالة ضمنها الاعتقاد بأن السيد المسيح كلمة الله وابنه، وانه مساو له في الجوهر وفي الألوهية والأزلية وأن الثالوث الأقدس ثلاثة أقانيم في خواصها لاهوت واحد، وأن أحد الثالوث الذي هو الابن تجسد وصار إنساناً كاملاً متحداً اتحاداً طبيعياً، واستشهد على ذلك بشهادات كثيرة من الكتب العتيقة والحديثة وأرسل الرسالة مع قسيسين من علماء الكنيسة.

واجتمع الثلاثة عشر أسقفا والقسيسان، وحضر بولس المذكور، وسألوه عن بدعته التي ينادي بها فأقر ولم ينكرها، فدحض الأباء مزاعمه، وقرأوا علية رسالة الأب ديوناسيوس، واسمعوه قول الرسول عن السيد المسيح كلمة الله ، وأنه "بهاء مجده ورسم جوهره" . فلم يقبل قولهم، ولم يرجع عن عقيدته الفاسدة، فقطعوه وحرموه هو وكل من يقول بقوله، ونفوه عن كرسيه. ووضع الآباء قوانين هي إلى اليوم بيد المؤمنين يتبعونها، ويشترعون بفرائضها. بركة صلواتهم تكون معنا أمين.