23 هاتور:  نياحة القديس كرنيليوس قائد المئة  

في هذا اليوم تنيح القديس كرنيليوس قائد المئة. كان رئيساً علي فرقة من مئة جندي بقيصرية فلسطين، وكان يعبد الكواكب، فلما سمع عن التلاميذ ورأي الآيات التي كانت تجري علي أيديهم، مما تعجز عنها قوي البشر والآلهة الوثنية، ذهل عقله وتحير وساوره الشك في آلهته. فترك عبادة الكواكب، وبدأ يرفع قلبه إلى الله بالصوم والصلاة والرحمة وكان يقول في صلاته: "أيها الرب الإله. إنني قد تحيرت في معرفتك فأرشدني وأهدني إليك". فتحنن الله عليه وقبل صلاته وصدقته، وأرسل له ملاكاً يبشره بقبولهما وصعودهما إليه، ويأمره أن يرسل إلى مدينة يافا فيدعوا بطرس الرسول الذي كان نازلاً عند سمعان الدباغ، فيعلمه  ماذا ينبغي أن  يفعل. فأرسل واستحضره، ولما دخل بطرس استقبله كرنيليوس وسجد واقعا علي قدميه، فأقامه بطرس قائلاً : "قم أنا أيضا إنسان". ولما دخل بيته وجد جماعة كبيرة من الأمم فقال لهم: "أنتم تعلمون أن شريعة التوراة تمنعني من مخالطة غير المختونين ، إلا أن الله قد أراني أن لا أقول عن إنسان ما أنه دنس أو نجس. فلذلك جئت إذ استدعيتموني. فماذا تريدون". فقال كرنيليوس: "منذ أربعة أيام إلى هذه الساعة كنت صائماً وفي الساعة التاسعة كنت أصلى في بيتي. وإذا رجل قد وقف أمامي بلباس لامع. وقال يا كرنيليوس سمعت صلاتك وذكرت صدقاتك أمام الله. فأرسل إلى يافا واستدع سمعان الملقب بطرس. أنه نازل في بيت سمعان رجل دباغ عند البحر. فهو متي جاء يكلمك. فأرسلت إليك حالا. وأنت فعلت حسنا إذ جئت. والآن نحن جميعا حاضرون أمام الله لنسمع جميع ما أمرك به الله" . ففتح بطرس فاه وقال: "بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه. بل في كل أمة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده. ثم بشره بيسوع المسيح رب الكل، وأعلمه سر تجسده وصلبه وقيامته وصعوده وعمل الآيات باسمه. فآمن كرنيليوس وأهل بيته وكل غلمانه وأكثر الذين معه. وتعمدوا باسم الأب والابن والروح القدس. فحل عليهم الروح القدس في الحال .

وبعد ذلك ترك كرنيليوس الجندية وتبع الرسل، ورسمه القديس بطرس أسقفا علي مدينة قيصرية من أعمال فلسطين فمضي إليها وبشر فيها بالمسيح، مبيناً لهم ضلالة الأصنام فاستنارت عقولهم بمعرفة الله وآمنوا به. ثم ثبتهم بما صنعه أمامهم من الآيات والمعجزات وعمدهم جميعا، وكان بينهم ديمتريوس الوالي، ثم تنيح بسلام ونال إكليل الرسل المبشرين. صلاته تكون معنا أمين.