7 كيهك: نياحة الأنبا يوحنا أسقف مدينة أرمنت

عن: السنكسار القبطى اليعقوبى لرينيه باسيه إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر

وفى هذا اليوم أيضاً نياحة الأسقف القديس الفاضل الكامل العالم الطاهر أنبا يوحنا أسقف مدينة أرمنت. وهذا القديس أبهاته (آباءه) من أهل أرمنت، وكانوا نجارين فى صناعتهم. فخرج أخوه الكبير الذى يدعى اسمه العظيم بيسنتاؤس ومضى إلى قصر طود ومكث هناك أياماً، فظهر له فى ذلك الموضع شرف الدين النصرانى. فأتى إلى مدينته وتعمد هو وأخوته أنبا يوحنا وأنبا درمتاوس. وصعد إلى جبل مدينته وترهب هناك، وعمل عبادات كثيرة. فأما هذا القديس أنبا يوحنا فإنه خرج ذات يوم إلى الحرجة ليحطب حطباً، فأتت عليه أفكار من الشيطان جسدية، وللوقت طرح نفسه فى وسط الشوك فامتلأ جسده كله من الشوك، وتجرح. فلما رجع إلى الدير عرف القديس بيسنتاؤس بالروح بالذى جرى له فتلقاه وقال له مرحباً بالحشى الصغير، فهوذا قد أوهبك الرب لأجل احتمالك، وصبرك، وقوة قلبك، ورمى نفسك فى الشوك أسقفية مدينة أرمنت. وبعد تلك الأيام طلعوا عليه أهل المدينة، إلى عند الأب بيسنتاؤس وسألوه أن يصير أسقف، فامتنع من ذلك ودفع لهم أخوه أنبا يوحنا، فأخذوه وذهبوا به إلى الإسكندرية وكرزوه أسقفاً. ولما جاء إلى المدينة عمد كثيرين من الوثنيين الذين كانوا فى المدينة، وكان يبنى الكنيسة فى النهار فيأتوا الوثنيين ويهدموها فى الليل. فأما هو فلم يضجر من ذلك بل صبر حتى ظهرت فيهم الآيات ورجعوا إليه وطلبوا منه الغفران، وعمدهم. وكان شديد فى كلامه وقاطع بكلام الحق ولم يتناول قط رشوى شرطونية فى قسمة، ولا هدية بل كان يقول مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا. وانه انحدر دفعة إلى القلاية فأرست المركب على ساحل المدينة وطلع إلى البر، ونظر أناس معلقين بأذرعتهم عن الخراج، فقال من هو الذى جسر وعلق صورة الله. فعرفوه أن الوالى هو الذى علقهم. ثم أنه مضى سريعاً إلى دار الوالى، فقرع باب الدار بعجلة عظيمة، حتى أن الأمير كان جالساً يتغدا ، فمن شدة الضرب فى الباب دفع كل ما كان فى موادة (على المائدة). فقالوا له إن أسقف من الصعيد جاء فاستدعاه وقال له يا أبونا تجسر على دار الولاية هكذا. فقال له الأسقف أنا صنعتى نجار، أما الباب إذا انكسر فأنا أقدر أن أصلحه، وأما صورة الله إذا تغير فيها شئ ما تقدر تجعله مثلما كان إلى الأبد. فقال له الأمير يا أبونا السلطان يطالبنا بالخراج فما تقدر نترك لأحد شئ. فقال له الأسقف قبل أن يسافر وأن الأراخنة كانوا يخافون منه كثيراً وكتاب المدينة، وكانوا ما يقدروا أن يظلموا أحداً فى أيامه ومن هيبته كانوا يوقرون الكهنة ويهابوهم لأجله وتنيح بالرب فى هذا اليوم. الرب يرحمنا بصلاته . أمين.