12 كيهك: اجتماع مجمع برومية علي نوباطس القس

وفي هذا اليوم أيضا من سنة 249م. اجتمع برومية مجمع مقدس. وذلك في أول سنة من ملك داكيوس الوثني، وفي بطريركية قرنيليوس بابا رومية، وديونوسيوس بابا الإسكندرية، وفلابيانوس بطريرك إنطاكية، وجرمانوس أسقف بيت المقدس، وذلك لمحاكمة نوباطس القس الذي قال: "إن الذي أنكر الإيمان وقت الاضطهاد، لا يقبل إذ تاب. وأن الذي يقع في الزنا، لا تقبل له توبة أيضا". فنهاه الأب قرنيليوس عن ذلك، فلم ينته، فجمع مجمعا من ستين أسقفا وثمانية عشر قسا وشماسا من علماء رومية، وناظروه في هذا القول، فاحتج بقول بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين: "لأن الذين استنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس. وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي وسقطوا لا يمكن تجديدهم  أيضا للتوبة إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه" (عب 6 : 4-6 ). فرد عليه الآباء موضحين له أن الرسول لم يقل هذا عمن يتوب. بل عمن يقصد أن يعتمد كلما أخطأ. لأن المعمودية إنما تكون دفعة واحدة. ولهذا أتبع الرسول القول بقوله: "إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله مرة ثانية ويشهرونه". فأوضح بهذا أنه لما كان الصلب قد حدث مرة واحدة، هكذا تكون المعمودية مرة واحدة. أما التوبة فبابها مفتوح لكل تائب، وإلا فيكون كل من سقط في الكفر أو الخطية غير مقبول ولو تاب. فداود النبي إذن لم تقبل توبته، وبطرس لما جحد لم تقبل أيضا توبته، وعلي ذلك يكون باطلا حلول الروح المعزي عليه، وباطلا أيضا تقليده رعاية خرافه، وتكون معمودية كل من اعتمد من يده باطلة، وبالإجمال يكون الكل علي حسب رأيك قد هلكوا، وفي هذا منتهى الجهل. هذا والسيد المسيح لم يأت إلى العالم إلا ليخلص الخطاة ويقتادهم إلى التوبة، بدليل قوله: "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو 13: 3 ) فأبعد هذا الرأي النجس وتب عنه، ولا تكن عدو الله ولنفسك وللإنسانية، وإذ لم يرجع نوباطس عن رأيه نفاه المجمع وحرمه هو وكل من يقول بقوله. صلاة هؤلاء القديسين تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا .آمين.