22 كيهك: أنبا باخوم الإخميمى واخته ضالوشام

 قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية للقمص تادرس يعقوب ملطى.

تنيح والدهم موسى وهو فى الثامنة عشر من عمره، وكانت أخته ضالوشام جنيناً فى الشهر السابع فى بطن أمها. احتضن رجل غنى يدعى سمعان هذه الأسرة الفقيرة التقية، فسلم باخوم فلاحة بستانه عند قرية سفلاق فى الجنوب، وهى قرية شمال شرقى أخميم عند الجبل، وقد اتفق معه أن يعطيه عشر الثمار ليعيش بها مع أمه وأخته الصغيرة.

عندما أثار الإمبراطور دقلديانوس الاضطهاد جال أريانوس والى أنصنا فى كل الصعيد يضطهد المسيحيين ، وعندما دخل مدينة أخميم صنع احتفالاً ضخماً فى البربا وقدم هدايا ثم انطلق ليمارس هوايته ضد المسيحيين فى أخميم وتخومها. فأرسل أولاً جنده إلى قرية شنشيف شمال المدينة للقبض على المسيحيين، فجاءوا بعدد كبير ومعهم الكاهن القس كندس (قنطس) عاد فأرسل فرقة أخرى اتجهت نحو قرية سفلاق، فجاءوا بهذا الفلاح الأمى وكان يلبس ثوباً بالياً، تظهر منه علامات الفقر.

التقى به الجند، وإذ سأله القائد عن اسمه، أجاب: "أنا مسيحى". فاغتاظ القائد وأمر الجند أن يربطوا فى عنقه حجراً كبيراً، أما هو ففى بساطة الإيمان طلب معونة مخلصه وقام والحجر معلق كأنه بلا وزن، فنسب القائد إليه ممارسة السحر، وطلب من الجند أن يقتادوه إلى الوالى بعد ربطه فى عجلة وكانوا فى الطريق يضربونه بقسوة ووالدته وأخته الطفلة يسيران وراءه، وقيل إن الحجر الذى علق فى عنقه وقد تلطخ بدمه صار يتدحرج نحوه حتى دهش الجند.

أمام الوالى صار يتحدث بحكمة وتقوى حتى دهش أريانوس من أين لمثل هذا الفلاح الأمى هذه الحكمة.. وإذ أصر ألا يبخر للأوثان أمر أريانوس بتعذيبه، فكانوا يجرحون جسده والدماء تنصب على الأرض، والجلد ينهال عليه حتى غشى عليه. وإذ أفاق من غشيته حسب نفسه غير أهل لهذه الكرامة أن يهان من أجل السيد المسيح، ودخل فى حوار مع الوالى.

اشتدت العذابات على القديس باخوم، وإذ بأخته ضالشوم الصغيرة السن ( 8 سنوات) تنطلق نحوه وتشهد لمسيحها، تود أن تشاركه إكليله، فاغتاظ الوالى كيف تتجاسر طفلة فلاحة وتندفع هكذا نحو أخيها المتألم، فأمر بضربها ، وسقطت مغشياً عليها.

رفع باخوم وجهه إلى السماء وصلى إلى السيد المسيح أن يسند هذه الطفلة ويسنده، وأن يثبتهما فى جهادهما… وكان الجند يدهشون لصلاته القوية، خاصة وأن نوراً أشرق عليهما وشفى جراحاتهما.

تقدمت الطفلة إلى أخيها وأمسكت بيده، وتقدم الاثنان للوالى الذى قدم للطفلة ثوبين من الحرير الفاخر وقليلاً من البخور، وطلب منها أن تضع البخور فى المجامر، فلم تبال بكلماته.

أمر الوالى بوضع جمر نار على صدر الطفلة وتحت جنبيها، ويربط عنقها بسلاسل، وإذ لم تنثن عن إيمانه ألقوها فى مرجل به ماء يغلى، أما باخوم فقلعوا أظافر يديه ورجليه..

أخيراً قطعت رأسيهما فى 22 كيهك، وقام أهل قريتهما بتكفينهما ودفنهما، ثم بنى دير باسمهما فى قرية سفلاق لازال قائماً. بركة صلواتهم تكون معنا أمين.