8 طوبة: غبريال الخامس البابا الثامن والثمانون 

تنبأ البابا متاؤس قبل نياحته بمن سيعتلى الكرسي الباباوى من بعده ولكن في زمرة الأحزان التي سادت عند انتقاله وافتقادهم له نسى الجميع ما قاله، وتذكر الجميع غبريال المترهب بدير أنبا صموئيل القلمونى ـ المعترف ـ وتمت رسامته باسمه .

بدأ حياته موظفا ثم مال إلى الرهبنة، وفاق أترابه في فضائلها، خصوصا الزهد والتقشف في المأكل والملبس. وظل على حاله بعد أن صار بطريركا. وقد اعتاد هذا البطريرك أن يزور أبناءه سيرا على الأقدام في رضى وفرح.

من الأحداث الجديرة بالذكر في فترة حبريته، أن جاءه من إنطاكية كاهن اسمه باسيليوس بهنام بتوصية أن يرسمه البابا السكندري بطريركا لإنطاكية، وبالفعل تمت الرسامة باسم مار أغناطيوس بهنام الأول وزوده البابا الفقير بكل ما يحتاج إليه في سفره حتى دابته.

في مدة رئاسته فرغت خزينه البطريركية، فكان البابا يعتمد في قوته الضروري على أولاده. وكانت الكنيسة الأثيوبية قد قطعت معونتها للكنيسة المصرية في عهده.

في عام 1418م دعاه مجلس الحكومة المصرية وهدده بالموت إن لم يمنع الأثيوبيين الذين تحت سلطاته من مضايقة التجار المسلمين النازلين في أثيوبيا، فكتب للملك بالرغم من معاناته من الاضطهاد الشديد في مصر.

لم تكن زيارات البطريرك لشعبه إلا للرعاية والتثبيت على الإيمان المستقيم، وقد زود شعبه بكتابات كثيرة في الطقوس الكنسية، بكل دقه لكي يسلموها للخلف دون تحريف ويفسرونها لهم.

وبعد أن قضى في رئاسة الكهنوت حوالي ثماني عشرة سنة، انتقل إلى الأمجاد السمائية سنة 1427م ودفن بإكرام في كنيسة العذراء ببابليون الدرج في مصر القديمة.

    ليس عجيبا أن يؤرخ لتلك الفترة من غير القبط كثيرون، منهم الشيخ السخاوى الذي وصف لنا صورة ومشهد انتقال البابا غبريال ونقل صورة ناطقة لاختيار ورسامة البابا يؤنس الذي سماه يونس، وسماه أيضا بلقب اليعقوبى والنصراني

عن كتاب: قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض الشخصيات الكنسية للقمص تادرس يعقوب ملطى