16 طوبة: نياحة القديس يوحنا بابا الإسكندرية الثامن والأربعين 

وفي هذا اليوم أيضا تنيح الأب القديس الأنبا يوحنا الرابع بابا الإسكندرية الثامن والأربعون. وقد ترهب في دير القديس مقاريوس، وكان يداوم علي العبادة الحارة واشتهر بالنسك. فاختاره الأنبا ميخائيل البابا السادس والأربعون ورسمه قسا علي كنيسة أبي مينا وسلم له تدبير شئون شعبها وأملاكها ونذورها فقام بذلك خير قيام.

ولما تنيح الأنبا مينا البابا السابع والأربعون، اجتمع الأساقفة والكهنة والعلماء بمدينة الإسكندرية، ووقع اختيارهم علي بعض الرهبان، فكتبوا اسم كل منهم في ورقة وكان هذا الأب بينهم، ومكث الأساقفة ثلاثة أيام يقيمون القداس ويصلون. وبعد ذلك أحضروا طفلا، أخذ إحدى الأوراق، فوجدوها باسم هذا القديس. ثم أعادوها بين الأوراق الأخرى، وأحضروا طفلا آخر فخرجت بيده نفس الورقة. وتكرر ذلك مرة ثالثة. فأيقنوا أن الله قد اختاره، فأخذوه ورسموه بطريركا سنة 768 م  فأحسن الرعاية، وكان مداوما علي وعظ الشعب، لتثبيته علي الإيمان الأرثوذكسي، كما كان كثير الرحمة علي الفقراء والمحتاجين.

وحدث في أيامه غلاء فاحش، حتى بلغ ثمن إردب القمح دينارين. فكان يجتمع عند بابه كل يوم فقراء كثيرون علي اختلاف عقائدهم، فعهد إلى تلميذه مرقس أن يستخدم أموال الكنائس في سد أعواز ذوي الحاجة فكان يقدم للجميع بسخاء إلى أن أزال الله الغلاء.

وأهتم هذا الأب ببناء كنائس كثيرة، ولما دنا وقت نياحته، دعا كهنته وقال لهم أنى ولدت في 16 طوبة، وفيه رسمت بطريركا، وفيه سأنتقل من هذا العالم. فلما سمع الأساقفة والكهنة بكوا وقالوا: "تري من هو الذي سيكون أبا لنا بعدك؟" فقال لهم: "إن السيد المسيح قد اختار تلميذي مرقس لهذه الرتبة". وأكمل في الرئاسة ثلاث وعشرين سنة وبضعة شهور وتنيح بسلام. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا. آمين.