18 طوبة: نياحة القديس يعقوب أسقف نصبين 

في هذا اليوم من سنة 328م تنيح القديس يعقوب أسقف نصيبين. ولد بمدينة نصيبين وتربي فيها وكان سرياني الجنس. واختار منذ صباه سيرة الرهبنة. فلبس مسحا من الشعر يتقي به حر الصيف وبرد الشتاء. وكان طعامه نبات الأرض وشرابه الماء فقط. لذلك كان نحيلا جدا، ولكن كانت نفسه نامية مضيئة ولهذا استحق نعمة النبوة وعمل المعجزات. فكان يخبر الناس بما سيكون قبل حدوثه. أما آياته ومعجزاته فكثيرة جدا. منها أنه أبصر يوما نساء مستهترات يمزحن بدون حياء عند عين ماء، وقد حللن شعورهن لأجل الاستحمام. فصلي إلى الله فجف ماء العين وابيض شعر النساء. ولما اعتذرن إليه نادمات علي ما فرط منهن، صلي إلى الله فعاد ماء العين، وأما الشعر فبقي أبيضا. ومنها أنه اجتاز يوما بقوم مددوا إنسانا حيا علي الأرض وغطوه كأنه ميت، وسألوا القديس شيئا من المال لتكفينه، ولما رجعوا إلى صاحبهم وجدوه قد مات حقيقة، فأسرعوا إلى القديس تائبين عما اقترفوه، فصلي إلى الله فأحياه.

ولما شاعت فضائله اختير أسقفا علي مدينة نصيبين، فرعي رعية المسيح أحسن رعاية، وحرسها من الذئاب الآريوسية، وكان أحد المجتمعين في مجمع نقية سنة 325م، ووافق علي طرد ونفي أريوس.

ولما حاصر سابور ملك الفرس مدينة نصيبين، جلب الله بصلاة هذا القديس علي الجنود سحابة من الزنانير والناموس هنا وهناك، فخاف ملك الفرس وارتد بجنوده عن المدينة ، ولما أكمل القديس جهاده الحسن تنيح بسلام. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا. آمين .