20 طوبة: الأنبا كلوج القس

 عن كتاب: الاستشهاد فى المسيحية الأنبا يؤانس. وكتاب روحانية التسبحة حسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأنبا متاؤوس. وعن المخطوطة رقم 16 بمكتبة كنيسة العذراء الأثرية بزويلة.

من بلدة الفنت بمصر الوسطى، وكان بتولاً. ولما وصل أريانوس والى أنصنا إلى الفنت لتنفيذ أوامر ديقلديانوس الخاصة باضطهاد المسيحيين، استدعاه. فلما مثل أمامه سأله عن اسمه، فأجاب: "اسمى مسيحى وبلدى أورشليم السمائية.."

لحق به أهل البلدة وبكوا قائلين: "كيف تتركنا يتامى؟" أجاب: "إن نفسى مسرورة بما تقبله من آلام على اسم سيدى يسوع المسيح. فإذا ما سفكت دمى على اسمه القدوس، أجد القربى والدالة أن أطلب منه عنكم.." ثم التفت إلى الشعب وقال: "من يحب الله، ويقدر على الجهاد فليأت معى". فتبعه جمع كبير، وكان يسير فى وسطهم كمن هو ذاهب إلى وليمة.

 ولما هدده الوالى أجابه: "إنى لا أرهب عذابك أيها الوالى". فأمر الوالى أن يقيد ويطرح فى آتون نار متقد، فصار الأتون كالندى.. فظنوه ساحراً. أمر الوالىأن يرقد على ظهره، ويدحرجوا عليه عموداً كبيراً جداً.. ثم أمر بأن يضرب بمطارق، وشوك، وأعصاب البقر حتى سال دمه..وفى كل ذلك كان الرب يقويه ويقيمه معافى..

اصطحبه الوالى معه مقيداً إلى أهناسيا. طافوا به المدينة حتى يخيفوا الشعب..لكن حدث العكس ذلك. فبسبب معجزاته التى أجراها وهو فى مسيرته، آمن كثيرون وأعلنوا إيمانهم.. واستشهد فى أهناسيا على يد أريانوس نحو ألفى نسمة.

وفوق كل ذلك، فقد أقام أبا كلوج ابن أريانوس الوالى بعد أن مات، وكان صبياً..و مع كل ذلك فقد تقسى قلبه فلم يطلقه..أخيراً أكمل جهاده بقطع رقبته بالسيف فى بلدته الفنت فى اليوم العشرين من شهر طوبة.

وما زالت توجد كنيسة باسم الشهيد أبا كلوج القس فى قرية الفنت بحرى مغاغة بإيبارشية بنى سويف، وبها أنبوبة فيها أعضاء الشهيد الطاهرة. بركة صلواته تكون معنا أمين.

 كلوج اسم يعنى "خاشع أو ذليل

يذكر الكتاب المطبوع من كنيسة أبا كلوج بالفنت والموجود بها جسده التفاصيل الآتية عن حياته:

أن أبوه اسمه ديسقورس والأم تدعى أوفمية، وكانا كلاهما بارين أمام الله ولم يكن لهما ولد فلجأ كل منهم إلى الله بالصلاة والتضرع حتى رزقا بولد أسمياه كلوج… وبعد ثلاثة أشهر مضيا به إلى الكنيسة ليعمداه فقدماه للأب الأسقف ليباركه، فباركه أمام الحاضرين وتنبأ عنه قائلاً: "هذا الطفل إناء مختار لله ومفرز من بطن أمه ومسكناً لعمل الروح القدس بقوة". …ولما كبر قليلاً وقربت أيام نياحة والديه، أحضراه إليهما وأخبراه بأن أملاكهما الكثيرة ومقتنياتهما والبساتين والمواشى وكل هذه الأموال والبركات من نعم الله … وأنهما سيتركان هذا العالم الزائل إلى العالم الباقى وأوصياه بعمل الخير والاحسان، وأن يسلك بأمانة وتقوى..وكانت حياته وقدوته الصالحة الدافع الذى من أجله قرر أهل بلدته "الفنت" أن يكون كاهعناً عليهم..فحاول القديس الهروب ..ومنعه الشعب..وتوسل للأب الأسقف أن يعفيه، وكان يبكى بدموع غزيرة ولكن الأسقف عزاه وشجعه وصمم على رسامته قساً بتولاً، لأنه لم يكن قد تزوج .. وعندما انتشرت رائحة سيرته الذكية .اشتهى القديس يوليوس الأقفهصى كاتب سير الشهداء أن يراه فحضر إلى "الفنت"، ومعه بعض الخدام..فقابله القديس أبا كلوج القس فرحاً بقدومه وباركه وأمضى بعض الأيام فى صحبته بالفنت وبعد إلحاح كثير أخذه القديس يوليوس إلى بلدته أقفهص (وهى قرية قريبة من الفنت على بعد 5كم من الناحية الغربية). وهناك غسلت أخت القديس يوليوس قدم أبا كلوج القس ولما همت بسكب الماء الذى غسلت به قدم القديس، كانت إمرأة جالسة على الطريق بها مرض مزمن فى بطنها فشل الأطباء فى علاجه.. فأخذت من الماء الذى غسل فيه أبا كلوج رجليه وشربت منه بإيمان... فشفيت ومجدت الله .