21 طوبة: نياحة القديس غريغوريوس أخ القديس باسيليوس الكبير

وفي هذا اليوم أيضا من سنة 396م تنيح القديس غريغوريوس أخ القديس باسيليوس الكبير. كان هذا الأب العظيم مع اخوته من ذوي الفضيلة، كما كان بليغا في علم المنطق واللغة اليونانية، وكان شديد الغيرة علي الأمانة المستقيمة. ولما عرفت عنه هذه الصفات الصالحة اختير رغما عنه لرتبه الأسقفية. فرسم علي مدينة نيسس، فرعي رعية المسيح التي أؤتمن عليها أحسن رعاية، حيث أضاء النفوس بمواعظه ومصنفاته، وشرح أكثر الأسفار المقدسة. وقد نفى في عهد الملك والس وبأمره، ولكنه عاد بأمر الملك تاؤدوسيوس الكبير إلى نيسس سنة 378.

ولما اجتمع الآباء المائة والخمسون بمدينة القسطنطينية سنة 381م بسبب هرطقة مقدونيوس بطريركها، بأمر الملك تاؤدوسيوس، كان هذا الأب أحد الحاضرين. وقد أفحم هذا الأب سبليوس ومقدونيوس وأبوليناروس مفندا آراءهم الكفرية كما فل بسيف خطبه حجج الملحدين.

وقد قيل عنه أنه عندما كان يصلي القداس الإلهي كان يري الشاروبيم على المذبح. ولما كملت له ثلاث وثلاثون سنة في الأسقفية، أتي إليه أخوه القديس باسيليوس ليفتقده . لأنه كان قد مرض من كثرة النسك، فتلقاه بفرح ولما عزم القديس غريغوريوس أن يقيم القداس، أخذته غفوة وظهرت له السيدة العذراء وقالت له: "اليوم ستأتي إلينا". وقد تنيح في نفس اليوم فصلي عليه أخوه القديس باسيليوس ودفنوه بإكرام جزيل. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا أمين.