27 طوبة: شهادة القديس سرابيون 

في هذا اليوم استشهد القديس سرابيون. وكان من أهل بينوسة من أعمال مصر السفلي، ذا أموال ومقتنيات، كما كان محبا للصدقة جدا. ولما جاءت أيام الاضطهاد، سمع أن أرمانيوس والي الإسكندرية قد وصل إلى الوجه البحري يعذب المسيحيين، وخرج  إليه هو وصديق له اسمه تاؤدورس وآخر من رعاة الدواب اسمه توما، واعترفوا أمامه بالمسيح فطرحهم في السجن. وسمع بذلك أهل بلده فأتوا حاملين السلاح لقتل الوالي و إطلاق القديس، ولكن القديس منعهم وعرفهم بأنه هو الذي يريد الاستشهاد علي اسم المسيح فانصرفوا.

أما الوالي فقد أخذ القديس معه في سفينة إلى الإسكندرية وهناك عذبه بالهنبازين، وألقاه في حفرة ملأى بالنار، ثم وضعه في إناء به زفت وقطران وأوقدوا تحته النيران. وفي هذا جميعه كان الرب يشفيه ويقيمه سالما. وأخيرا صلبوه وأخذوا يضربونه بالنشاب، فجاء ملاك الرب، وانزل القديس وصلب الوالي مكانه. فكانوا يضربونه كأنه القديس وهو يصرخ قائلا: "أنا ارمانيوس". فقال له القديس: "حي هو الرب أنك لا تنزل من علي الخشية حتى تخرج الذين في الحبس وتنشر خبرهم". ففعل الوالي كقول القديس وكان عدد الشهداء الذين أخذت رؤوسهم في ذلك اليوم خمسمائة وأربعين نفسا.

وبعد ذلك أسند الوالي أمر تعذيب القديس إلى أحد الأمراء الذي يقال له أوريون. فسافر به بحرا إلى بلده. وعند المساء رست السفينة علي إحدى القري وناموا. وفي الصباح وجد أن المكان الذي رست أمامه هو بلد القديس الذي تعجب من ذلك. فأتاه صوت قائلا: "هذه بلدك". فأخرجوه، وبعد عذاب كثير قطعوا رأسه المقدس ونال إكليل الشهادة، وخلع أوريون قميصه ولف به جسد القديس وسلمه لأهله.

صلاته تكون معنا. أمين.