7 أمشير:  القديس الشهيد تريفن

(350م)

    ورد أنه من إحدى القرى القريبة من أفامية السورية وقيل لا بل من بيثينية أو فيرجية، وبالتحديد ممن قرية تدعى لمبساكة. أمتهن رعاية الإوز منذ الحداثة وكان محباً لله. منّ عليه الرب الإله بموهبة طرد الأرواح الخبيثة. القدّيس سمعان المترجم أورد أنه أخرج روحاً شريراً من ابنة غورديانوس قيصر (238-244م). قٌبض عليه في زمن داكيوس قيصر لمسيّحيته، فأستحوذ حاكم يدعى أكويلينوس أسلمه للتعذيب لاعترافه وتمسكه بالأيمان بيسوع إلى أن جرى قطع رأسه. كان ذلك في حدود العام 250م . وقد درج الأستشفاع به في الكنيسة لرد أضرار الجراد  والزحافات وسائر الوحوش عن المزروعات. أسمه " تريفون" ذو علاقة باللفظة اليونانية " تريفي" التي تعني الطيبات. فإنه لمحبته للرب يسوع، على ما ذكر، استحالت آلام الشهادة التي تكبدها طيِّبات إلهية.

     في سيرته أن أكويلينوس أحاطه علماً بأن عليه أن يقدم الذبيحة للوثن وإلا فالقانون يجيز معاقبته بالموت حرقاً. ثم نصحه بالرأفة بنفسه وفتوّته، فلم يأبه له فأجابه الحاكم: أنت كامل السن، قادر أن تعرف ما ينبغي عليك عمله! فرد عليه تريفون قائلاً: " أجل، ولذا أشتهي بلوغ كمال الحكمة الحق بأتّباع يسوع المسيح". ولما لاحظ الحاكم أن على تريفون أن يعمل ما فيه مصلحته قبل فوات الأوان، أجابه القديس: " لا يسعني، أتّباعاً لنصيحتك والتماساً لما فيه خير نفسي، سوى الثبات في الاعتراف باسم يسوع المسيح".

    شُيدت للقديس كنيسة بقرب الكنيسة العظمى في القسطنطينية، وأقيمت له أخرى في رومية استمرت في الاستعمال إلى القرن السابع عشر. ارتبطت ذكراهن في الغرب بذكرى شهيد يدعى رسبيكيوس. أجزاء من رفاته موفورة فيما يبدو، في الشرق والغرب معاً. في رومية بعض رفاته موجود في كنيسة الروح القدس في ساكسيا،   بين كنيسة القديس بطرس والتيبر. أما في الشرق، وفق بعض الدراسات، فأجزاء من رفاته موجودة في عدد كبير من الأديرة والكنائس في اليونان وفلسطين وقبرص وتركيا. جمجمته، على ما قيل، هي في حوزة دير كسينوفنتوس وذراعه اليمنى في دير فاتوبيذي، وكلاهما في جبل آثوس. فبشفاعات القديس الشهيد تريفن وجميع القديسين أيها الرب يسوع المسيح إلهنا ارحمنا وخلصنا آمين