2برمهات: شهادة القديس مكراوى الأسقف 

في مثل هذا اليوم استشهد القديس الطوباوي الأنبا مكراوى الأسقف. وهذا الأب كان من أكابر أهل أشمون جريس. ورسم أسقفا علي نقيوس وحدث أن ثار اضطهاد على المسيحيين، فاستدعاه يوفانيوس الوالي للمثول بين يديه. وقبل أن يذهب إليه دخل إلى المذبح المقدس ورفع يديه وصلي. ثم وضع أواني المذبح وبدلة التقديس في مكان من الهيكل. وصلي ثانية إلى السيد المسيح أن يحرس كنيسته. ثم توجه مع الرسل إلى الوالي الذي تقص منه عن اسمه ومدينته، ولما علم أنه أسقف المدينة، أمر أن يضرب ويهان وأن يذاب جير في خل ويصب في حلقه. ففعلوا به ذلك، ومع هذا حفظه الله ولم ينله أي أذى.

وبعد ذلك أرسله الوالي إلى أرمانيوس والي الإسكندرية. وهذا أودعه السجن فأجري الله علي يديه آيات كثيرة. منها أن اوخارسطوس بن يوليوس الأقفهصى مدون أخبار الشهداء، كان مصابا بالفالج. فصلي عليه هذا القديس فشفاه الله بصلاته. وقدس في بيت يوليوس وناولهم واتفق معه أن يهتم بجسده ويكتب سيرته.

وبلغ إلى مسامع أرمانيوس ما يعمله هذا القديس من الآيات، فأمر أن يعذب بأنواع العذابات، بأن يعصر وتقطع أعضاؤه، ويلقى للأسود الضارية، ويغرق في البحر ويوضع فى أتون النار. ولكن الرب كان يقويه فلم تؤذه تلك العذابات.

وكانت لهذا القديس أخت عذراء تقوم بخدمة الكنيسة تدعي مريم وشقيقان أحدهما يؤنس والآخر اسحق فحضروا جميعا إليه وهو في السجن وبكوا أمامه قائلين: "لقد كنت لنا أبا بعد أبينا، فكيف تمضي وتتركنا يتامى". فعزاهم وشجعهم وواساهم وطلب إليهم أن يمضوا بسلام.

وأخيرا أشار يوليوس الأقفهصى علي الوالي قائلاً: "اكتب قضيه هذا الشيخ تسترح منه". فسمع لقوله وأمر بقطع رأسه. فأخذ يوليوس جسده ولفه في لفائف فاخرة مذهبة. ووضع صليبا من ذهب علي صدره. وأرسله في سفينة بصحبة غلمانه إلى مقر كرسيه في نقيوس. فسارت حتى وصلت بلدة أشمون جريس ووقفت دون أن تتحرك كما لو كانت مربوطة بسلاسل، وعبثا حاولوا تحريكها. وبينما هم كذلك إذا بصوت يخرج من الجسد قائلاً: "هذا هو الموضع الذي سر الرب أن يوضع جسدي فيه".

وقد أعلموا أهل البلد بذلك فخرجوا إليهم حاملين سعف النخل، وحملوه بإكرام عظيم إلى بلدهم. وكانت جملة حياته مائة وإحدى وثلاثين سنه، منها ثلاثون سنة قسا، وتسع وثلاثون سنة أسقفا. وأكمل جهاده الحسن ونال إكليل الحياة.  بركة صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما. آمين.

ورد فى مخطوط بشبين الكوم (لوقيانوس).