4 برمهات: اجتماع مجمع بجزيرة بني عمر 

في مثل هذا اليوم اجتمع بجزيرة بني عمر مجمع علي قوم يقال له الأربعتشرية، و هؤلاء كانوا يعملون عيد الفصح المجيد مع اليهود في اليوم الرابع عشر من هلال نيسان في أي يوم اتفق من أيام الأسبوع. فحرمهم أسقف الجزيرة وأرسل إلى سرابيون بطريرك إنطاكية، ودمقراطس أسقف روما، وديمتريوس بطريرك الإسكندرية، وسيماخس أسقف بيت المقدس، وأعلمهم ببدعة هؤلاء القوم، فأرسل كل منهم رسالة حدد فيها أن لا يعمل الفصح إلا في يوم الأحد الذي يلي عيد اليهود. وأمر بحرم كل من يتعدى هذا ويخالفه.

واجتمع مجمع من ثمانية عشر أسقفاً. وتليت عليهم هذه الرسائل المقدسة. فاستحضروا هؤلاء المخالفين، وقرءوا عليهم الرسائل. فرجع قوم عن رأيهم السيئ، وبقي الآخرون علي ضلالهم. فحرموهم ومنعوهم، وقرروا عمل الفصح كأوامر الرسل القديسين القائلين: "إن من يعمل يوم القيامة في غير يوم الأحد، فقد شارك اليهود في أعيادهم، وافترق من المسيحيين."

أما الخلاف بسبب عيد الفصح المسيحي (القيامة) فقد بدأ بين آسيا الصغرى وروما، فجاهر بوليكربس أسقف أزمير بضرورة المحافظة علي يوم 14 نيسان لذكري الصلب، و16 نيسان لذكري القيامة ( وهما التاريخان اللذان حدث فيهما الصلب والقيامة بدون نظر إلى اليوم في الأسبوع. وسار معه في رأيه مسيحيو ما بين النهرين وكيليكيا وسوريا أما فكتور أسقف روما فجاهر بضرورة ملاحظة أن يكون الصلب يوم الجمعة والقيامة يوم الأحد ( باعتبار أن يوم الجمعة هو اليوم الذي حدث فيه الصلب، والأحد هو اليوم الذي حدث فيه القيامة).

وقد شايعه في ذلك مسيحيو مصر والعرب وبنطس واليونان. واشتد الخلاف بين الأسقفين، إلا أن المودة كانت قائمة. وتدخلت الإسكندرية في هذا الموضوع، وحاول أسقفها ديمتريوس الكرام التوفيق بين الرأيين ( بأن تكون ذكرى الصلب يوم الجمعة والقيامة يوم الأحد )، على أن يرتبطا بيوم 14 نيسان ( الفصح اليهودي ).

وجمع لهذا الغرض علماء الإسكندرية الفلكيين، وبينهم بطليموس الفلكي الفرماوي، ووضع بواسطتهم حساب الأبقطي، المشهور بحساب الكرمة، والذي بموجبه أمكن معرفة يوم عيد الفصح اليهودي ( ذبح الخروف ) في أية سنة من السنوات المصرية القبطية، وحدد يوم الأحد التالي له عيد القيامة. وبهذا ينفذ ما أوصى به الرسل ألا يكون الفصحان اليهودي والمسيحي في يوم واحد.

وقد أقر المجمع المسكوني الأول المنعقد في نيقية سنة 325 م هذا الرأي وكلف الإسكندرية بإصدار منشور عن العيد كل سنة. الرب يحرسنا من غواية الشيطان ببركة صلاة القديسين. آمين.