12 برمهات: تذكار ظهور بتوليه القديس ديمتريوس بابا الكرازة المرقسية الثاني عشر

وفي مثل هذا اليوم أيضا تعيد الكنيسة بتذكار ظهور بتولية القديس العظيم الأنبا ديمتريوس بابا الكرازة المرقسية الثاني عشر. وذلك أن القديس يوليانوس البابا الحادي عشر ليلة نياحته ظهر له ملاك الرب وقال له: "أنت ماض إلى السيد المسيح ، فالذي يدخل إليك غدا ومعه عنقود عنب، هو الذي يصلح أن يكون بطريركا بعدك". فلما كان الغد دخل هذا القديس ومعه عنقود عنب فأمسكه الأب يوليانوس وقال للشعب: "هذا بطريرككم بعدي". ثم عرفهم بما قاله له الملاك. فامسكوه وأقاموه بطريركا في 9 برمهات (4مارس 188م) وكان متزوجا.

ولم يكن رسم علي كرسي الإسكندرية بطريركا متزوجا قبل هذا الأب. فدخل الشيطان في قلب عامة الناس وجعلهم يتحدثون بأمره ويذمونه هو ومن قدمه. فظهر له عندئذ ملاك الرب وأعلمه بذلك وأمره أن ينزع الشك من القلوب بإظهار أمره مع امرأته أمام الشعب. فامتنع أولا. فقال له الملاك: "يجب أن لا تخلص نفسك فقط وتدع غيرك يهلك بسببك. ولأنك راع فاجتهد في خلاص شعبك أيضا". فلما كان الغد قام بخدمة القداس، ثم أمر الشعب بعدم الانصراف بعد نهاية الخدمة، واستحضر نارا موقدة، وطلب زوجته من بيت النساء. وكان الشعب يتعجب من ذلك، وهم لا يدرون ماذا يقصد. وصلي ووقف علي النار بقدميه وهي متقدة، ثم أخذ منها كمية ووضعها في إزاره، ثم وضع كمية أخري في أزار زوجته، ولبث وقتا طويلا وهو يصلي، ولم يحترق شيء من الإزارين. فتعجب الشعب وسألوه عن السبب الذي دفعه لهذا العمل، فأعلمهم بخبره مع امرأته، وقال أن أبويهما زوجاهما بغير ارادتهما، وأن لهما ثمان وأربعين سنة منذ زواجهما وهما يعيشان عيشة أخ وأخت، يظللهما ملاك الرب بجناحيه، وأن أحدهما لم يعرف ذلك قبل الآن، إلى أن أمره ملاك الرب بإظهار ذلك.

فتعجب الشعب مما رأوا وسمعوا وسبحوا الله تعالي طالبين من القديس أن يتجاوز عما فرط منهم ويغفر لهم. فقبل عذرهم وغفر لهم، وباركهم، ثم صرفهم إلى بيوتهم ممجدين الآب والابن والروح القدس، مذيعين ما رأوه من عجائب هذا القديس. صلاته تكون معنا. آمين.