15 برمهات:نياحة القديسة سارة الراهبة

في مثل هذا اليوم تنيحت القديسة المجاهدة سارة الراهبة هذه الناسكة كانت من أهالي الصعيد، وكان أبواها مسيحيين غنيين. ولم يكن لهما ولد سواها. فربياها تربية مسيحية، وعلماها القراءة والكتابة. وكانت مداومة علي قراءة الكتب الدينية وخصوصا أخبار الرهبان. فتأثرت بسيرتهم الصالحة واشتاقت إلى الحياة النسكية. فقصدت أحد الأديرة التي بالصعيد حيث مكثت فيه سنين كثيرة تخدم العذارى.

ثم لبست زي الرهبنة، ولبثت تجاهد شيطان الشهوة ثلاث عشرة سنة حتى كل الشيطان منها، وضجر من ثباتها وطهارتها. فقصد إسقاطها في رذيلة الكبرياء فظهر لها وهي قائمة تصلي علي سطح قلايتها وقال لها: "بشراك فقد غلبتِ الشيطان"  فأجابته: "أنني امرأة ضعيفة لا أستطيع أن أغلبك إلا بقوة السيد المسيح". فتواري من أمامها.

ولهذه القديسة أقوال كثيرة نافعة كانت تقولها للعذارى. منها قولها: "أنني لا أضع رجلي علي درجة السلم إلا وأتصور أنني أموت قبل أن ارفعها. حتى لا يغريني العدو بالأمل في طول الحياة". ومنها قولها: "جيد للإنسان أن يفعل الرحمة، ولو لإرضاء الناس. فسيأتي وقت تكون لإرضاء الله". ولها أقوال أخري كثيرة مدونة في كتب سير شيوخ الرهبان. وأقامت هذه القديسة علي حافة النهر مدة ستين سنة تجاهد جهادا عظيما لم يبصرها أحد خلالها حتى انتقلت إلى النعيم الدائم بالغة من العمر ثمانين عاما. صلاتها تكون معنا. أمين.