22 برمهات: نياحة القديس كيرلس أسقف أورشليم 

في مثل هذا اليوم من سنه 386ميلادية تنيح الأب القديس الأنبا كيرلس أسقف أورشليم. وكان هذا الأب قد اختير في سنة 348م خلفا للأنبا مكسيموس أسقف أورشليم، نظرا لعلمه وتقواه ولم يلبث علي كرسيه طويلا حتى حصلت منازعات بينه وبين أكاكيوس أسقف قيصرية نحو من منهما له حق التقدم علي الآخر، وكانت حجة كيرلس في ذلك أنه خليفة القديس يعقوب أحد الاثني عشر رسولا.

وحدث أن أنتهز أكاكيوس فرصة بيع الأنبا كيرلس لأواني الكنيسة وتوزيع ثمنها علي المعوزين علي أثر مجاعة شديدة حصلت في فلسطين، فبذل المساعي حتى حصل علي أمر بنفيه من البلاد. فنفي ولم يستمع أحد لدعواه. وفي سنة 359 م استأنف دعواه أمام مجمع سلوكية، فدعا المجمع أكاكيوس ليسمع منه حجته فلم يحضر فحكم عليه بالعزل. وطلب أعاده كيرلس إلى كرسيه فعاد، ولكنه لم يمكث طويلا لأن أكاكيوس عاد فأغري الملك قسطنطين بعقد مجمع في القسطنطينية. وشايعه الأساقفة الأريوسيون فعقد هذا المجمع في سنة 360 م، وأصدر أمره بعزل هذا القديس مره ثانية.

ولما مات قسطنس وخلفه يوليانوس أمر بعودة الأساقفة المنفيين إلى كراسيهم. فعاد هذا القديس إلى كرسيه في سنه 362م وأخذ يرعي شعبه بأمانة واستقامة، ولكنه كان يقاوم الأريوسيين. فسعوا إلى الملك فالنز الأريوسي حتى أبطل أمر يوليانوس سلفه، القاضي بعودة الأساقفة المنفيين إلى كراسيهم. وهكذا عزل هذا القديس للمرة الثالثة. فبقي منفيا إلى أن مات فالنز في سنه 379 م ولما تملك تاؤدوسيوس الكبير وجمع مجمع المائة والخمسين علي مكدونيوس (وهو المجمع المسكوني الثاني) حضر فيه هذا الأب. وقاوم مكدونيوس وسابليوس وغيرهما من المبتدعين. وقد ألف القديس كتبا وعظات كثيرة مفيدة في عقائد الإيمان والتقليدات القديمة ثم تنيح بسلام. صلاته تكون معنا. آمين.