28 برمهات: تذكار الأنبا سرابامون الشهير بأبي طرحة أسقف المنوفية

كان من أشهر أساقفة البابا بطرس الجاولى الطوباوي العظيم والقديس الكبير أنبا سرابامون مطران المنوفية الشهير بأبى طرحه، الذي منحه الله موهبة شفاء المرضى وإخراج الأرواح النجسة. وقد أخرج روحا نجسا من الأميرة زهرى هانم كريمة محمد علي باشا الكبير والي مصر، ولم يرغب في شيء مما قدمه إليه الأمير العظيم واكتفى بطلب بعض المؤونة والكسوة لرهبان الأديرة وإرجاع الموظفين إلى الدواوين كما كانوا في سالف الزمان فأعجب به الوالي وأجاب طلبه.

بركة صلواته تكون معنا أمين.

من كتاب نوابغ الأقباط فى القرن التاسع عشر. توفيق اسكاروس جـ 1

في أثناء وجودة في الأسقفية عمل عجائب كثيرة منها إخراج الشياطين وفاء المرضي بكل بلدة يحل فيها، مسلمين ونصاري ، شاهده كثيرا القمص سيداروس اسحق مؤسس كنيسة المطرانية بشبين الكوم فقال: كان يؤتى إليه بالمصابين بالأرواح النجسة، ويضعونهم أمامه وخلفه، فكان يأخذ بيده قلة ماء، ويتلو علي كل  واحد منهم مزمور 34 بالأجبية (الترجمة السبعينية) "خاصم يارب مخاصمي".  فلا يفرغ من قراءة ربعة، أو نصفه حتى يصرخ الروح النجس بحالة انزعاج شديد: "في عرضك ، في عرضك." فيقول بلغته الصعيدية: "همله ياابوى." ثم يصب جانبا من ماء القلة، ويرش به المصاب في وجهه ثلاث مرات، وفي كل مرة يقول إيسوس بي اخرستوس ( يسوع المسيح). ففي الحال يخرج الروح النجس. كان بالبتانون في أيام القمص منصور فرج، وعند زيارة البلدة سأل القمص، وكان الأسقف لا يميل إلى خلفة البنات: "عندكش وليدات اليوم يا أبوي منصور؟" فأجابه "عندي بنت." فقال: "بنت كبه." وقبل أن يفارق الأسقف البلدة ماتت البنت. وتكرر هذا في زيارة ثانية. ثم أعطاه الله بنتا ثالثة. وعند ذهابه إلى مصر ذهب القمص منصور لزيارته ـ وكان يصلي في كنيسة حارة زويلة ـ فسأله الأسقف" عندكش وليدات" فأجاب بحزن وصعوبة" ما باقولش يا اخوي." قال الأسقف: "ليه يا أبوي؟" أجابه" أقول تقولي كبة وأنا في احتياج لظفر بنت. الله يجيب وأنت تودى."  قال له الأسقف: "ما عدتش أقول يا أبوي." وأوقفه أمام الهيكل وقال" يا يسوع الناصري! ولدين لأبوي منصور." وأجاب الله طلبة الأسقف وخلف أربعة أولاد: القمص منصور خليفته، وفرج رئيس حسابات المديرية، وتوما الذي توظف بالمديرية، ومرقس. وفي تاريخه عجائب وتصرفات حكيمة. وقد كتبت هذه فقط على سبيل المثال.