10 برمودة: نياحة القديس البابا غبريال الثاني البطريرك السبعين من باباوات الكرازة المرقسية الشهير بابن تريك

وفي مثل هذا اليوم من سنة 861ش ( 5 أبريل سنة 1145م) تنيح الأب القديس العظيم البابا غبريال الثاني البطريرك السبعون من باباوات الكرازة المرقسية الشهير بابن تريك. هذا البابا كان من كبار مدينة مصر وأراخنتها، وكان كاتبا ناسخا عالما فاضلا ذا سيرة حميدة. وقد نسخ بيده كتبا كثيرة قبطية وعربية، فوعي محتوياتها وفهم معانيها، فاختاره مقدمو الشعب ورؤساؤهم لكرسي البطريركية، وتمت رسامته يوم 9 أمشير سنة  847ش (1131م).

وحدث أنه عندما صلي أول قداس في دير القديس مقاريوس كعادة البطاركة قديما، أن أضاف علي الاعتراف الذي يتلي في آخر القداس بعد قوله: "أؤمن وأعترف إلى النفس الأخير أن هذا جسد ابنك الوحيد الجنس، ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي أخذه من سيدتنا كلنا والدة الإله القديسة مريم". هذه العبارة " وصيره واحدا مع لاهوته" فأنكرها عليه الرهبان، خشية أن يفهم من ذلك أنه حصل امتزاج. وطلبوا منه تركها. وبعد مباحثات طويلة تقرر إضافة هذه الجملة: "بدون امتزاج ولا اختلاط ولا تغيير." وذلك خوفا من الوقوع في هرطقة أوطيخا، فوافقهم علي ذلك.

ورسم في أيامه 53 أسقفا وكهنة كثيرين، ووضع قوانين وأحكاما في المواريث، وغيرها وتفاسير كثيرة. ولم يعرف عنه أنه أخذ درهما واحدا من أحد. ولا وضع يده علي شيء من أموال الكنائس، ولا أوقاف الفقراء. ولما طالبه حاكم ذلك الوقت بمال جمع له الأراخنه ألف مثقال ذهب ودفعوها عنه. وقضى علي الكرسي المرقسي أربعة عشر عاما وشهربن ويومين ثم تنيح بسلام .

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.