24 برمودة: نياحة القديس البابا سانتوتيوس الأول البطريرك الخامس والخمسين من باباوات الكرازة المرقسية

 في مثل هذا اليوم من سنة 596ش ( 19 أبريل سنة 880م) تنيح الأب العظيم البابا سانتوتيوس الأول البطريرك الخامس والخمسين من باباوات الكرازة المرقسية. وهذا القديس كان قد ترهب بدير القديس مقاريوس. وإذ تزايد في الفضيلة والعبادة عين قمصا علي كنيسة الدير. واختير بعد قليل للبطريركية بتزكية الشعب والأساقفة، واعتلى الكرسي في سنة 13 طوبه 575ش ( 8 يناير سنة 859م) فحلت به شدائد كثيرة واضطهادات قاسية. وكان الله يجرى علي يديه آيات كثيرة، وشفى أمراضا مستعصية.

وحدث مرة أن امتنع المطر عن مدينة مريوط ثلاث سنوات، حتى جفت الآبار وأجدبت الأراضي فجاء هذا الأب إلى كنيسة القديس أبا مينا بمريوط، وقام بخدمة القداس، وطلب من الله أن يرحم خليقته. فلما كان غروب ذلك اليوم بدأت الأمطار تنزل رذاذا ثم انقطعت، فدخل هذا الأب إلى مخدعه، ووقف يصلى قائلا: "يا ربى يسوع ارحم شعبك بغنى يشبه رحمتك ليمتلئوا من مسرتك" ولم ينته من صلاته حتى امتلأت البقاع والكروم والآبار. فرويت الأرض وابتهج الناس . ممجدين الله صانع العجائب.

وحدث عندما كان هذا الأب بالبرية لزيارة الأديرة، أن أغار عربان الصعيد على الأديرة للقتل والنهب، فخرج إليهم وبيده صليبه. فحين أبصروا الصليب تقهقروا من أمامه وولوا هاربين.

وكان بقرية تسمى بوخنسا من قرى مريوط. قوم يقولون أن المتألم عنا علي عود الصليب هو إنسان فارقه اللاهوت. فكتب هذا البابا رسالة أيام الصوم المقدس، وأمر بقراءتها في الكنائس. قال فيها: "إن المتألم عنا هو الله الكلمة بجسده، من غير أن يفترق عنه، ولكن الألم لم يقع علي جوهر اللاهوت ، كما تضرب الحديد المشتعل نارا، فلا تتأثر النار ولكن الأثر يأتي علي الحديد كذلك لكى تكون لآلام الناسوت قيمة كان لابد للاهوت أن يكون حالا فيه وبهذه الآلام كفر المسيح عن البشرية كلها".

وظهر أيضا قوم آخرون وقالوا أن طبيعة اللاهوت  ماتت. وكان هؤلاء من البلينا مع أساقفتهم. فلما بلغ هذا الأب خبرهم كتب لهم يقول: "أن طبيعة الله الكلمة غير المدركة ولا ملموسة ولا متألمة، لا يمكن أن يقع الألم على جوهرها، ولكن اشتراك اللاهوت مع الناسوت في الألم كان اشتراكا أدبيا، ليعطى قيمة لهذه الآلام فتسدد دين البشرية لله غير المحدود. ولا يمكن أن يكون هذا إلا إذا كان اللاهوت مشتركا فيها أدبيا بدون أن يتأثر جوهره. ولهذا يقال: قدوس الله يا من صلبت عنا ارحمنا."

ولما وصلت رسالته إليهم رجعوا عن ضلالهم، واعترف الأساقفة بذلك أمام البابا وطلبوا المغفرة.

وكان هذا البابا كثير الاهتمام بأمور الكنائس ومواضع الغرباء. وكان كل ما يفضل عنه يتصدق به. ولما أكمل سعيه الصالح تنيح بسلام، بعد أن أقام علي الكرسي المرقسى إحدى وعشرين سنة وثلاثة أشهر وإحدى عشر يوما. صلاته تكون معنا. آمين.

Senotius I, 55th patriarch of Alexandria

ذكر خبر هذه الأعجوبة تحت اليوم التاسع من شهر برمودة