10 بشنس: نياحة الثلاثة فتية القديسين حنانيا وعزاريا وميصائيل  

في مثل هذا اليوم تذكار نياحة الثلاثة فتية القديسين: حنانيا وعزاريا وميصائيل. وهؤلاء القديسون هم أولاد يهوياقيم ملك يهوذا. وكان قد سباهم نبوخذ نصر إلى بابل. ولما اختار هذا الملك بعض الفتيان المسببين لخدمته. وكان هؤلاء ودانيال ابن اختهم من ضمن الذين اختارهم. فسماهم اشفنز رئيس الخصيان أسماء أخري. فسمى دانيال بلطشاصر ، وحنانيا شدرخ، وميصائيل ميشخ، وعزاريا عبدناغو. أما هؤلاء فقرروا فيما بينهم أن لا يأكلوا من غير ذبائح بنى إسرائيل، وطلبوا من رئيس الخصيان أن يعفيهم من طعام اللحوم ويعطيهم بقولا. فقال لهم: "أخشى أن يتغير منظر وجوهكم فيهلكني الملك." فأجابوه: "جربنا. وإذا لم تنصلح وجوهنا فافعل ما تريد." ثم صاروا يأكلون البقول، فكانت وجوههم تتلألأ حسنا وجمالا بنعمة الله. ووجدوا نعمة في عيني الملك فجعلهم حكاما علي كل أعمال بابل. ولما أقام الصورة الذهب ولم يسجدوا لها، سعي بهم الذين كانوا يحسدونهم فاستحضرهم نبوخذ نصر وسألهم عن ذلك فاعترفوا بالإله الحقيقي فألقاهم في الأتون. فأرسل الرب ملاكه وحول اللهيب إلى ندي بارد مع أنه أحرق الذين رموهم فى الآتون. ولما رأى الملك ذلك آمن بإلههم وزادهم رفعة، وأعلى منزلتهم. ولما كان اليوم العاشر من بشنس وكانوا قائمين يصلون في منزلهم وعند سجودهم أسلموا نفوسهم بيد الرب. فحدثت للوقت زلزلة عظيمة في المدينة. فارتعب الملك وتقصى من دانيال عن السبب فأعلمه أن الثلاثة فتيه قد تتيحوا. فأتى إلى المكان وحزن عليهم، وأمر أن تعمل لهم ثلاثة أسرة من عاج. وأن يكفنوا بحلل من حرير ويضعوهم عليها. ثم  أمر أن يعمل له سرير من ذهب، حتى إذا مات يوضع عليه بين أجسادهم وهكذا كان.

ولما جلس البابا ثاؤفيلس البطريرك الثالث والعشرون علي الكرسي المرقسي، بنى لهم كنيسة، وأراد نقل أجساد القديسين إليها. وأوفد لذلك القديس يوحنا القصير. فذهب إلى بابل. ولما وصل إلى حيث الأجساد سمع صوتا منهم يقول: "إن الرب قد رسم ألا تفارق أجسادنا هذا الموضع. وحتى لا يضيع تعبك فعند رجوعك قل للبطريرك أن يعمر القناديل ليله التكريس بالزيت وستظهر قوة الله فيها." ولما عاد أعلم البابا البطريرك بذلك فعمل كما أمروه. فاشتعلت القناديل. فمجدوا الله وأتموا تكريس الكنيسة التى لهؤلاء القديسين.

صلاتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائما. أمين.