16 بشنس: تذكار بشارة وتكريس كنيسة القديس يوحنا الإنجيلى بالاسكندرية 

في هذا اليوم نعيد بتذكار القديس يوحنا الإنجيلي وبشارته في آسيا الصغرى ومدينة أفسس وما حولها من البلدان، وما قاساه من الأهوال وما لحقه من القوم الأشرار عابدي الأوثان، إلى أن أعادهم إلى معرفة الله، وأنقذهم من طغيان الشيطان بتعاليمه. والآيات التى أجراها الله علي يديه. ثم كتب إنجيله فنطق بأزلية الابن وتجسده. ثم صعد بالروح إلى السماء ورأى الطغمات السمائية ومراتبهم وسمع تسبيحهم. وكتب بذلك سفر الرؤيا.

وكان ذلك أيام الإمبراطور دومتيانس ـ عند ما نفاه ـ بعد أن وضعه في مرجل زيت يغلى ولم يؤثر عليه. وهناك في المنفى في جزيرة بطمس كتب هذا السفر.

وبعد قتل دومتيانس سنة 96م رجع يوحنا إلى أفسس ولاحظ وجود مبتدعين من النيقولاويين، يعلمون أن المسيح مولود ولادة طبيعية من يوسف ومريم. فكتب إنجيله يوحنا ردا على افتراءاتهم.

وكان شغوفا بهداية الخطاة فقد هدى شابا وسلمه للأسقف وقال له: "احتفظ بهذه الوديعة عندك." ولكن الشاب أساء التصرف وأفسدت المعاشرات الرديئة أخلاقه وصار رئيسا للصوص.

ولما رجع سأل الأسقف عن الوديعة، فأظهر الأسقف أسفه للحالة التى صار فيها. فجهز القديس حصانا وأخذ دليلا وسافر إلى مكانه. ولما بلغه قبض عليه اللصوص، وساقوه إلى زعيمهم ولما دقق النظر في الرسول اعتراه الخجل وفر هاربا. فقال له: "يا ابنى أرحم نفسك فلا يزال باب الرجاء مفتوحا لخلاصك وأنا كفيلك عند الرب يسوع." فهطلت الدموع من عينيه ورجع تائبا وقدمه للتناول من الأسرار المقدسة لتقويه.

وأما سيرته فواردة في يوم 4 طوبة. وقد رتب هذا العيد. تذكار لبشارته، ولأنه في مثل هذا اليوم كرست كنيسة علي اسمه بمدينة الإسكندرية.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.