19 بشنس: تذكار نياحة الأنبا اسحق قسيس القلالى

في هذا اليوم تذكار الأب القديس المجاهد الأنبا اسحق قسيس القلالى. ولد هذا الأب في قرية مصرية من أبوين فقيرين. لكنه كان غنيا بأعماله الصالحة. إذ أنه أنتهز فرصة وجود الشيوخ في الريف لبيع عمل أيديهم، وتبعهم إلى البرية حيث دخل تحت نير الطاعة. ولما صار راهبا تناهى في النسك والعبادة، حتى أنه لم يقتن ثوبين في وقت واحد. فسألوه مرة: "لماذا لا تقتنى ثوبين؟" فقال: " لأني لما كنت في العالم قبل الرهبنة لم أقتن ثوبين معا."

وكان يبكى كثيرا في صلاته. ويخلط خبزه بالرماد ثم يأكله. ومرض مرة مرضا شديدا فصنع بعض الأخوة طعاما، فلم يتناول منه شيئا. فوصف له الأخ فائدة الطعام وألح عليه لكى يتناول منه. فأصر على عدم تناول شئ منه وقال له: "صدقني يا أخي أنني اشتهى أن أبقى عليلا مدة ثلاثين سنة." ولما كبر وذاعت فضائله أجمع الآباء على رسامته قسا، فهرب منهم واختفى في حقل مزروع. وبينما هم يفتشون عليه اتفق مرورهم بذلك الحقل، فجلسوا ليستريحوا قليلاً. فدخلت دابة كانت معهم إلى الحقل ووقفت حيث كان هذا الأب. ولما دخلوا وراءها لأخذها وجدوه، وأرادوا قيده لئلا يهرب منهم. فقال لهم: "إنى لا أهرب الآن، لأني علمت أن هذا الأمر هو من الله." ومضى معهم فرسموه قسا. فزاد في الطاعة للشيوخ، وفى تعليم المبتدئين الفضيلة. ولما دنا وقت وفاته سألوه: "ماذا يعملون بعده؟". فقال لهم: "مثلما كنتم ترونني أصنع، اصنعوا إن كنتم تريدون الثبات في البرية." ثم تنيح بسلام.

صلاته تكون معنا. أمين.