25 بشنس:  القديس القس أنبا اسحق اب جبل البرمبل وجبل مفسط (دير الحمام)

هو أحد تلاميذ القديس العظيم أنبا أنطونيوس، ومن آباء الرهبنة الكبار المجهولين. عاش فى القرن الرابع الميلادى، ونياحته فى 25 بشنس.

تذكر سيرته أنه من بلد تسمى أبويط من حدود منف ومضى ليترهبن فى جبل الشركة شرقى الفيوم، وسكن فيه أولاً وظل مقيماً بـه إلى أن حضره القديس أنبا أنطونيوس ورهبنه هو وأخوة آخرين. وتقول السيرة: "وإذا ملاك الرب ظهر لأنطونيوس قائلاً امض إلى جبل الشركة بإقليم الفيوم لأنه سيكون لك بـه أولاد رهبان يصير منهم كهنة ورؤساء كهنة إذا ما حفظوا وصاياك. وسار إلى أن وصل النهر وسار على المياه كالأرض إلى أن وصل للبر الآخر ولم تبتل رجلاه فحمد الرب على ذلك، فلما وصل أنبا أنطونيوس لجبل الفيوم وجد عبادا به فسألهم عن وجودهم فأخبره أحدهم اسمه ايسيداروس وهذا كان من المعترفين أمام الملوك الكفرة وقال ان لـه سبع عشر سنة منذ أتى إلى ها هنا بعد أن أطلق من الاعتقال بمدينة اهناس مع آخرين كثيرين جداً وذلك بأمر من قسطنطين الملك ومنهم من مات لجراحاته ومنهم من هم سواح فى هذه البرية وهذان الاخوان من نمصطس من ضواحى مدينة نقليفة بالفيوم واسحق من بلدة تسمى ابويط من حدود منف ونحن كثيرون بهذا الجبل والملاك أخبرناعن قدسك وحضورك إلينا لتلبسنا الاسكيم المقدس للرهبنة. فلما سمع أبونا أنطونيوس هذا منهم أخذهم إلى الكنيسة وصلى عليهم أمام المذبح صلاة الرهبنة وألبسهم الاسكيم المقدس والكنيسة كانت نقر فى الجبل وهى كانت مظلة أبينا يعقوب وعلى اسم الملاك ميخائيل وظهرت العذراء بالكنيسة وقال لـه يا أنطونيوس سيأتى أور من سلالة ملوك الفرس وينصب لابنى بستان ها هنا ولا يسكنه إلا الفعلة الأبرار وأور سيبنى هذه القبة التى سكنها يعقوب على اسم الملاك ميخائيل ويبنى بيعة عظيمة على اسم الملاك غبريال وان هذا يكون رئيساً على ألف وخمسمائة راهب ويكون أسقفاً على الفيوم، وأما الشاب اسحق الشجاع فهذا يكون لك ابناً ويكون اسمه بعد مقاريوس وسارابيون وهو الذى يفرق الشياطين واليونانيين الكفرة الذين فى جبل البرمبل، وأما ايسيداروس المعترف وجرجس فأقامتهما فى جبل بقمبشا.

ثم سار القديس أنبا أنطونيوس ومعه أنبا اسحق إلى أن وصلا إلى جبل البرمبل، ونظر أنبا أنطونيوس ورأى جماعة الشياطين على الجبل كله لذبائح الأوثان التى فى المدينة، فقال أنبا أنطونيوس لأنبا اسحق: تقوى يا ابنى لأن الله أقامك وأنت تقاتل الشيطان وتغلب وتكون العذراء معك وداوم الصلاة والصوم لئلا يجرحونا فلا نجد السامرى دفعة أخرى ويص على جراحاتنا الزيت والخمر ويحملنا على دابته ويأتى بنا إلى الفندق. فالزيت هو المعمودية والخمر هو جسده ودمه، ودابته هو الصليب المقدسالذى قبله عنا أولاً. ثم بعد ذلك سلمه إلينا ولبسناه، والفندق هو بيعته المقدسة، وصاحب الفندق الذى أوصاه بنا هو ملاك المذبح وعند عودتى يعنى مجيئه الثانى ليدين الأحياء والأموات. وتركه أنبا أنطونيوس بعد أن أرشده وعزاه ومضى إلى ديره. وجاء إليه أنبا مقاريوس يطلبه والملاك أخبر أنبا أنطونيوس بأن يقابله لأنه سيكون عظيماً. وأما أبنا اسحق فوجد بجبل البرمبل مكاناً منحوتاً كان الوثنيون عملوه لتقديم الذبائح التى لهم، فلما نظر الشياطين أنبا اسحق قالوا لـه: "نحن نظهر للناس الذين مثلك السالكين بالطهارة ونكشف لهم الأسرار". وفى الحال صلى فهربوا منه ثم حضروا مرة أخرى ليرجموه بالحجارة والرمل ليخيفوه فلم يعبأ بهم وداوم فى الصلاة. وحدث أن توجه ليشرب من البئر الذى للغنى الذى شفاه القديس أنبا أنطونيوس فلما نظره الغنامة افتكروا أنه القديس أنبا أنطونيوس فأمسكوه وأتوا بـه إلى سيدهم، فلما نظره أحبه كثيراً وقال لـه: "لا تذهب لجبل البرمبل مرة ثانية لئلا يقتلك الوثنيون بل اسكن بجوار موضع سقى غنمى وأنا أخدمك وهوذا كتبت نصف كرومى للقديس أنبا أنطونيوس وهذا الموضع النزهة الذى بنيته قد اسميته باسم أبيك أنطونيوس إلى الأبد. وصعد أنبا اسحق فوق من البئر بميل واحد مداوماً للصلاة، وأما الغنى فكان مهتماً بـه. وبعد سنة حضر عنده أنبا أنطونيوس وعزاه وقال لـه: عدونا شديد ويزأر مثل الأسد، تقوى لأن الساعة لا نعلمها. ووعظه وقواه وبيت عنده ليلة وقام إلى جبل الفيوم بجبل الشركة وأقام عندهم أياماً قلائل ووعظهم وقواهم ورجع إلى ديره بالجبل الشرقى. وبعد أن مكث أنبا اسحق سنتين فى موضعه هذا بنى لـه جوسق لأن الغنم تضاعفت بصلاته وأن أهل الجهات تحولوا عليه لشفائهم من أمراضهم لأنه اشتهر فى تلك الجهات وكان يملك فى ذلك الوقت قسطنطين الملك وعلى أيامه هدم كثيراً من البرابى فى ارض مصر وكثير من الوثنيين ومن ناحية البرمبل أتوا إلى القديس أنبا اسحق ودخل أكثرهم فى الأمانة المقدسة بسيدنا يسوع المسيح.

وأيضاً مضى الوثنيون إلى القديس أنبا اسحق من ناحية مفسط فوعظهم وأرسلهم إلى أسقف مدينة الفيوم فعمدهم باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد

عن كتاب: تاريخ إيبارشية محافظة بنى سويف ـ نبيه كامل داود.

2 يذكر الكاتب أنه وجد سيرة القديس بالمخطوط رقم 112 تاريخ بدير انبا انطونيوس ورقة 135ج ـ 171 بعنوان "سيرة أبينا القديس القس أنبا اسحق الذى من جبل البرمبل سطرها أبينا أنبا سرابيون تلميذ العظيم انطونيوس..."

3 هى ناحية ابويط بمركز الواسطى بمحافظة بنى سويف، وقرب ناحية ابو صير الملق.

4 جبل الشركة شرقى الفيوم أو جبل الفيوم هما اسما الجبل الذى بـه اليوم دير الملاك غبريال قبلى شرقى ناحية قلمشاه بالفيوم.