2 بؤونة: تذكار نياحة البابا يؤنس الثامن عشر البطريرك (107) 

وفي هذا اليوم أيضا تعيد الكنيسة بتذكار نياحة البابا يؤنس الثامن عشر البطريرك (107) وكان من أهالي الفيوم وكان يدعى أولا باسم يوسف، وترهبن بدير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس بجبل العربة، فلما تنيح البابا مرقس السابع سلفه اجمع رأى الأساقفة والكهنة وأراخنة الشعب على اختياره بطريركا فأحضروه ورسموه بطريركا في كنيسة القديس الشهيد مرقوريوس أبى سيفين بمصر القديمة في يوم الأحد المبارك 15 بابه سنة 1486ش ( 23 أكتوبر سنة 1769م) ودعى باسم يؤنس الثامن عشر البطريرك (107).

وفي أيامه سعى بابا رومية لاجتذاب الكنائس الشرقية وخاصة كنيسة مصر الأرثوذكسية، إلى المذهب الكاثوليكي، وقام بنشر كتاب أعمال مجمع خلقدونية، ووزعوه على جميع البلاد الشرقية فكان ذلك سبب في انشقاق الكنيسة، ورفض الاعتراف بأمانته البابا ديسقوروس البطريرك (25).

ثم أرسل بابا رومية مندوبا من قبله للبابا يؤنس يحمل رسالة يدعوه فيها إلى الاتحاد معه. فسلم البابا هذه الرسالة إلى الأنبا يوساب الأبح أسقف جرجا. وكلفه بدراستها والرد عليها. فقام هذا العلامة الكبير واللاهوتي العظيم بالرد عليها. وتفنيد دعوى روما، فدافع عن كنيسته وأمانتها ومعتقداتها دفاعا مجيدا خلد به ذكراه. أما كتاب أعمال مجمع خلقدونية فقد أتى علي عكس ما كانت تنتظره روما من نشره، إذ جاء مثبتا لصحة معتقدات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فندم أسقف روما على نشره في الشرق، وقام بجمع نسخه وأحرقها.

وقد نالت البابا يؤنس في مدة رئاسته شدائد وضيقات كثيرة من حكام البلاد والولاة العثمانيين، وقام القائد التركي بمصادرة الخزينة البطريركية. وأخذ أموالها. الأمر الذى اضطر البابا إلى أن يختفي من ظلم هؤلاء الحاكمين، الذين أرهقوا المسيحيين بأحكامهم الجائرة وبزيادة الضرائب المقررة عليهم.

واشترك البابا يؤنس مع المعلم إبراهيم الجوهري رئيس كتاب مصر في ذلك العهد في تعمير الأديرة والكنائس كما قام بعمل الميرون المقدس وتنيح في اليوم الثانى من شهر بؤونة المبارك سنة 1512 للشهداء الأبرار( الموافق 7 يونية سنة 1796م) بعد أن أقام علي الكرسي البطريركى 26 سنة و7 أشهر و16 يوما. ودفن بمقبرة البطاركة الأبرار في كنيسة القديس مرقوريوس أبى سيفين. وظل الكرسي بعده خاليا مدة ثلاثة أشهر وستة وعشرين يوما.

صلاة هذا القديس تكون معنا. ولربنا المجد دائما. أمين.