3 بؤونة: نياحة القديسة مرتا المصرية 

وفي مثل هذا اليوم أيضا تنيحت المجاهدة الناسكة القديسة مرتا. ولدت بمصر من أبوين مسيحيين غنيين. ولما شبت اندفعت وراء الأميال الشريرة فهوت فى نجاسة السيرة، ولكن رحمة الله تداركتها من العلاء، فحركتها للذهاب إلى الكنيسة في يوم عيد الميلاد. فلما وصلت إلى بابها وهمت بالدخول، منعها الخادم الموكل بالباب قائلا: "إنك غير مستحقة أن تدخلي بيت الله المقدس، وأنت كما تعلمين." وحصلت بينهما ضجة سمعها الأسقف فأتى إلى الباب ليرى مالخبر. فلما رأى الفتاة قال لها: "أما تعلمين أن بيت الله مقدس، ولا يدخله غير الطاهر؟" فبكت وقالت: " اقبلني أيها الأب، فإنني تائبة من هذه اللحظة. ومصممة عل عدم العودة إلى الخطية." فقال لها: "إن كان الأمر حقا كما تقولين فأحضري لى ملابسك الحريرية وزينتك الذهبية وتعالى إلى هنا." فمضت بسرعة وأحضرت كل ما كان لها من حلى وملابس وقدمتها إلى الأب الأسقف فأمر بحرقها في الحال. ثم حلق شعر رأسها وألبسها ثياب الرهبنة، وأرسلها إلى أحد أديرة الراهبات، وهناك جاهدت جهادا عظيما. وكانت تقول في صلاتها: "يارب إن كنت لم أحتمل الفضيحة من خادم بيتك، فلا تفضحني أمام قديسيك وملائكتك." ولبثت مدة خمس وعشرين سنة في الجهاد، لم تخرج في أثنائها  من باب الدير حتى تنيحت بسلام .

صلاتها تكون معنا. أمين.