5بؤونة:  نياحة القديس يعقوب المشرقى 

في مثل هذا اليوم تنيح القديس يعقوب المشرقي المعترف كان يتعبد في أحد ديارات المشرق، وقد عاصر قسطنطينوس بن قسطنطين الكبير ويوليانس المعاند ويوبيانوس المؤمن، الذى لما قتل تملك أخوه فالنز، وكان أريوسى المذهب. فأذن للأريوسيين بفتح كنائسهم، وإغلاق كنائس الأرثوذكسيين. فتحرك هذا القديس بالنعمة الإلهية وأتى إلى القسطنطينية. فالتقى بالملك وهو خارج للحرب فوقف أمامه وقال له: "أنا أسألك أن تفتح كنائس المؤمنين للصلاة عنك لينصرك الله على أعدائك وإن لم تفعل ذلك فإن الله سيتخلى عنك فتهزم أمام أعدائك." فغضب الملك من ذلك وأمر بضربه وحبسه. فقال له القديس: "اعلم أنك ستهزم أمام أعدائك وتموت حرقا." فازداد الملك غضبا وأمر باعتقاله إلى أن يعود من الحرب. فقال له القديس: "إن عدت سالما فلا يكون الرب قد تكلم على فمى." وسار الملك لمحاربة أعدائه. ولما التقى الجيشان تخلى الرب عنه فانهزم أمام أعدائه وتتبعوه إلى أن دخل إحدى القرى. فأشعلوا النيران حولها فهرب أهلها وبقى هو وبعض خاصته فأحرقوهم. وعاد من بقى حيا من جند إلى مدينة القسطنطينية وأخبروا المؤمنين بما حدث. وبذلك تمت نبوة القديس فاجتمع المؤمنون وأخرجوه من السجن بإكرام جزيل. وتحقق الأريوسيون بأن روح الله كان عليه، كما صدقوا صحة إيمانه، فرجعوا عن ضلالهم معترفين بمساواة ابن الله مع أبيه في الجوهر. وقضي هذا القديس بقية أيامه مجاهدا ناسكا حتى تنيح بسلام.

صلاته تكون معنا. أمين.