19 بؤونة: شهادة القديس جرجس المعروف بالمزاحم 

وفي مثل هذا اليوم من سنة 675ش (13 يونية سنة 959م) استشهد القديس جرجس الجديد المعروف بالمزاحم. كان أبوه مسلما بدويا متزوجا من امرأة مسيحية من أهل دميرة القبلية. ورزق منها بثلاثة بنين. أحدهم هذا القديس فسموه ( مزاحم ) وكان يتردد مع والدته علي الكنيسة منذ حداثته. فرأي أولاد المسيحيين يلبسون ملابس بيضاء في أيام تناولهم الأسرار المقدسة. فاشتاق أن تلبسه أمه مثلهم، وتسمح له أن يأكل مما يأكلونه في الهيكل، فعرفته أن هذا لا يكون إلا إذا تعمد. وأعطته لقمه بركة من القربان الذي يوزعونه علي الشعب. فصارت في فمه كالعسل. فقال في نفسه: "إذا كان طعم القربان الذي لم يقدس  بالصلاة حلوا فكيف يكون طعم القربان المقدس؟" وأخذ شوقه يزداد إلي الإيمان بالمسيح منذ ذلك الحين.

ولما كبر تزوج امرأة مسيحية وأعلمها أنه يريد أن يصير مسيحيا فأشارت عليه أن يعتمد أولا. فمضى إلى برما ولما اشتهر أمره أتى إلى دمياط. واعتمد وتسمى باسم جرجس. وعرفه المسلمون. فقبضوا عليه وعذبوه فتخلص منهم وذهب إلى صفط أبى تراب. حيث أقام بها ثلاث سنوات. ولما عرف أمره ذهب إلى قطور ولبث بها يخدم كنيسة القديس مار جرجس ثم عاد إلى دميرة. وسمع به المسلمون فأسلموه للوالي. فأودعه السجن. فاجتمع المسلمون وكسروا باب السجن، وضربوه فشجوا رأسه وتركوه بين الحياة والموت. ولما أتي بعض المؤمنين في الغد ليدفنوه ظنا منهم أنه مات وجدوه حيا. وعقد المسلمون مجلسا وهددوه، فلم يرجع عن رأيه. فعلقوه علي صاري مركب، ولكن القاضى أنزله وأودعه السجن. وكانت زوجة هذا القديس تصبره وتعزيه، وتعلمه أن يعتقد بأن الذى حل به من العذاب إنما هو من أجل خطاياه، لئلا يغريه الشيطان، فيفتخر أنه صار مثل الشهداء. وظهر له ملاك الرب وعزاه وقواه وأنبأه بأنه سينال إكليل الشهادة في اليوم التالي. وفي الصباح اجتمع المسلمون عند الوالى وطلبوا منه قطع رأسه، فسلمه لهم. فأخذوه وقطعوا رأسه عند كنيسة الملاك ميخائيل بدميرة. وطرحوه في نار متقدة مدة يوم وليلة. وإذ لم يحترق جسده وضعوه في برميل وطرحوه في البحر. وبتدبير الله رسا إلى جزيرة بها امرأة مؤمنة فأخذته وكفنته، وخبأته في منزلها إلى أن بنوا له كنيسة ووضعوه فيها.

شفاعته تكون معنا. آمين.