26 بؤونة: نياحة النبى العظيم يشوع بن نون 

في مثل هذا اليوم من سنة 2570 للعالم تنيح النبى العظيم يشوع بن نون. ولد في مصر سنة 2460 للعالم.( أي قبل خروج الشعب الإسرائيلي من عبودية فرعون بثلاث وخمسين سنة) كان تلميذا وخادما لموسى النبى، الذي بعد أن أخرج شعب الله بقوة الذراع الإلهي والعجائب العظيمة، وأوصلهم إلى قرب جبل سينا، صعد إلى الجبل آخذا معه يشوع خادمه لسماع الوحي واستلام الوصايا. وفي أثناء حرب إسرائيل ضد عماليق كان يشوع قائدا للجنود.

ولما انتخب موسى اثنى عشر رجلا ـ واحدا من كل سبط ـ وأرسلهم ليتجسسوا أرض الميعاد، كان يشوع واحدا منهم. وقد أتم خدمته بكل أمانة. وقررا هو وكالب وحدهما الأخبار الصادقة عن أرض الميعاد. ولذلك دخل الاثنان فقط تلك الأرض دون جميع الشعب الإسرائيلي، الذي خرج من مصر، الذين لكونهم تذمروا وشكوا في صدق مواعيد الله، فقد أقسم تعالي برجزه أنهم لا يدخلون إلى راحته. ولكن أولادهم الذين ولدوا لهم بعد خروجهم من مصر هم الذين دخلوا تلك الأرض مع يشوع وكالب.

ولما تنيح العظيم موسى سنة 2553 للعالم خاطب الله يشوع قائلا: "إن موسى عبدى قد مات فالآن أعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التى أنا معطيها لهم أى لبنى إسرائيل  كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته كما كلمت موسى. من البرية ولبنان هذا إلى النهر الكبير نهر الفرات جميع أرض الحيثيين، وإلى البحر الكبير نحو مغرب الشمس يكون تخمكم. لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك، كما كنت مع عبدي موسى أكون معك. لا أهملك ولا أتركك، تشدد وتشجع. لأنك أنت تقسم لهذا الشعب الأرض ، التى حلفت لآبائهم أن أعطيهم . إنما كن متشددا وتشجع جدا لكى تتحفظ للعمل حسب كل الشريعة التى أمرك بها موسى عبدي. لا تمل عنها يمينا ولا شمالا لكى تفلح حيثما تذهب. لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهارا وليلا لكى تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح."

فتقوى قلب يشوع وأرسل جاسوسين سرا تجسسا الأرض ودخلا بيت راحاب الزانية فخبأتهما ثم أنزلتهما من الكوة لأن بيتها كان بحائط السور. وذلك بعد أن أمناها علي نفسها وعلي كل أهل بيتها. ثم فتح أريحا بعد أن طاف حول أسوارها مرات متعددة وهو يهتف، فانهدمت أسوارها العظيمة ، وصعد  الشعب إلى المدينة وقتلوا كل من كان فيها إنسان وحيوان، بعد ما أخرجوا راحاب وأباها وأمها وأخوتها وكل من لها وعشيرتها خراج المحلة. وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما فيها. أما الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد فقد جعلوها في خزانة بيت الرب. واستحيا يشوع راحاب الزانية وكل بيت أبيها لأنها خبأت الرسولين.

وكان الرب مع هذا الصديق فقتل ملوكا وفتح مدنا كثيرة فخافته الأمم. ولعظم الخوف احتال أهل جبعون فلبسوا ثيابا بالية ونعالا مرقعة وصيروا خبز زادهم فتاتا. ومضوا إلى يشوع وقالوا له: "نحن جئنا من أرض بعيدة، نريد منك الأمان والعهد." فأجابهم يشوع ومشايخ بنى إسرائيل: "انظروا لئلا تكونوا ساكنين في هذه الأرض." فأجابوهم: "من أرض بعيدة جئنا علي اسم الرب إلهكم. هذا خبزنا سخنا تزودناه من بيوتنا يوم خروجنا لكي نسير إليكم، وها هو الآن يابس قد صار فتاتا. وهذه ثيابنا ونعالنا قد بليت من طول الطريق جدا." فأمنوهم وحلفوا لهم. وبعد ثلاثة أيام سمعوا أنهم قريبون إليهم وأنهم ساكنون في وسطهم. فلعنهم يشوع وجعلهم عبيدا ينقلون الحطب لخدمة بيت الرب.

وحارب يشوع خمسة ملوك الأموريين حيث ساعدته يد الرب بنزول الحجارة كالمطر علي الأعداء. وكان الشعب يقاتلهم أمام مدينة جبعون، فأوقف الشمس إلى أن أباد الخمسة الملوك مع كل عساكرهم. وحسب أوامر الله قسم الأرض بين بنى إسرائيل، وأعطى الكهنة بلادا لسكناهم وأرضا لمواشيهم. ثم أفرد خمس مدن يلتجئ إليها كل قاتل بغير قصد.

ولما أكمل نحو مئة وعشر سنين، ووصل إلى شيخوخة صالحة استدعى الشيوخ والرؤساء والقضاة والمعلمين، ووعظهم ونبههم أن لا يحيدوا عن عبادة الله تعالى. ووضع لهم الرسوم والفرائض اللازمة ثم تنيح بسلام.

صلاته تكون معنا. أمين.

يش 1: 1 –8

يش 2: 1-15