3 أبيب: نياحة القديس كلستينوس بابا رومية 

وفيه أيضا تنيح البابا العظيم كلستينوس أسقف مدينة رومية (27 يوليه سنة 432م)، وكان هذا القديس تلميذاً للقديس بونيفاسيوس أسقف رومية، وعند نياحته أوصى أن يكون الأب كلستينوس بعده. ثم أوصاه قائلاً: "تحفظ يا ولدى فلابد أن يكون في رومية ذئاب خاطفة." وكان هذا الأب راهبا فاضلا عالما، فلما تنيح بونيفاسيوس فى4 سبتمبر سنة 422م، رسموا كلسيتنوس مكانه فى 10 سبتمبر سنة 422م في أيام الإمبراطور هونوريوس. وقد مات هذا الإمبراطور في رافين بفرنسا في سنة 423م، ولما أراد أحد الأباطرة أن يجعل نسطور بطريركاً على رومية، ويطرد كلستينوس البابا القديس قام الشعب وطرد نسطور، ولكن الإمبراطور يوليانوس حقد عليه، فخرج هذا القديس إلى أحد الأديرة القريبة من المدن الخمس، وأقام فيه مدة وأجرى الله علي يديه عجائب كثيرة. ثم ظهر له الملاك روفائيل فى حلم قائلا: "قم اذهب إلى إنطاكية إلى بطريركها القديس ديمتريوس، وأقم عنده لأن الإمبراطور قرر في نفسه أن يقتلك عند عودته من الحرب." فلما استيقظ خرج من الدير وكان معه اثنان من الأخوة، وأتى إلى إنطاكية فوجد بطريركها القديس مريضا، وروى له ما حدث وأقام في أحد الأديرةعنده. ثم ظهر القديسان أغناطيوس وبونيفاسيوس، ومعهما شخص آخر مهيب للإمبراطور في حلم وقالوا له: "لماذا تركت مدينة القديسين بلا أسقف. هوذا الرب ينزع نفسك منك، وتموت بيد عدوك." فقال لهم: "ماذا أفعل." فأجابوه قائلين: "أتؤمن بابن الله." فقال: "نعم أؤمن." فقالوا له: "أرسل إلى ولدنا الأسقف، وأرجعه إلى كرسيه مكرما." فلما استيقظ كتب إلى بطريرك إنطاكية ديمتريوس، يسأله أن يعرف رسله بمكان كلستينوس ويعيده إلى كرسيه. فوجدوه وأعادوه إلى كرسيه بكرامة عظيمة وتلقاه الشعب بفرح وسرور، واستقرت الكنيسة بوجوده.

ولما جدف نسطور واجتمع عليه المجمع لم يقدر كلستينوس أن يحضره بنفسه لمرضه فأرسل قسين برسالة يحرمه فيها. كان الإمبراطور راضيا بقول نسطور إلا أنه خضع لقرار المجمع ونفى نسطور إلى مصر .

ولما أراد الرب أن يخرج القديس كلستينوس من هذا العالم، ظهر له يونيفاسيوس سلفه وأثناسيوس الرسولى وقالا له" أوصى شعبك، لأن المسيح يدعوك إليه." فلما استيقظ أوصى شعبه قائلاً: "سيدخل في هذه المدينة ذئاب خاطفة." ولما قال هذا أردف قائلا: "إنى أمضى لأن القديسين يطلبوننى." ولما قال هذا تنيح بسلام.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. أمين.