19 أبيب: شهادة القديس بطلان الطبيب

وفي مثل هذا اليوم أيضا استشهد القديس الجليل مار بطلان الطبيب. ولد في بلدة تعميدون من أب وثنى اسمه أسطوخيوس وأم مسيحية تدعى أوناله. فعلماه مهنة الطب. وكان بالقرب من منزلهم قس. فكان كلما عبر بطلان أمامه ، يتأمل  اعتدال قوامه وكمال عقله وكثرة علمه ويتحسر عليه لبعده عن الله. وكان يطلب من الله في صلاته أن يهديه ويرشده إلى طريق الخلاص. ولما أكثر الطلبة والسؤال إلى الله من أجله، أعلمه الرب في رؤيا أنه سيؤمن علي يديه. ففرح بذلك وصار يحادثه كلما اجتاز به إلى أن تمكنت عرى المودة بينهما. فعرفه القس فساد عبادة الأصنام، وبين له شرف ديانة السيد المسيح وأفضلية حياة تابعيها، وأن الذين يؤمنون بالمسيح تجرى علي أيديهم آيات وعجائب. فلما سمع بطلان الطبيب فرح واشتهى أن يعملها ليكمل له قصده في الطب. ففي أحد الأيام لدغت حية إنساناً وظلت قائمة تحته. فقال في نفسه: أجرب تعليم القس معلمي الذى قال لى إن أمنت بالسيد المسيح تصنع آيات وعجائب. ثم اقترب من ذلك الإنسان، وصلى صلاة طويلة طالبا من السيد المسيح أن يظهر قوته في إبرائه، وفى قتل الحية لئلا تؤذى آخرين. وعند فراغه من صلاته قام الرجل سالماً، وسقطت الحية ميتة. فازداد إيماناً ومضى إلى القس وتعمد علي يده وظل يمارس مهنة الطب. وحدث أن جاءه رجل أعمى ليداويه فطرده أبوه فسأله القديس: "من هذا الذى طلبني؟" فأجابه:"أنه أعمى ليس لك في شفائه حيلة." فقال له القديس: "سترى مجد الله." ثم استدعى الأعمى وقال له: "هل إذا أبصرت تؤمن بالإله الذى أبرأ عينيك؟" فقال له: نعم. فصلى القديس صلاة عميقة. ثم وضع يده علي عيني الأعمى وقال له: "باسم المسيح أبصر." فأبصر للوقت وآمن بالسيد المسيح. فلما رأى أبوه ذلك آمن هو أيضا. فأحضرهما القديس إلى القس فعمدهما.

ولما تنيح أبوه حرر عبيده، ووزع كل ماله على المساكين . وصار يداوى المرضى بدون أجر ويطلب منهم الإيمان بالمسيح. فحسده الأطباء وسعوا به وبالقس وبجماعة كثيرة كانوا قد آمنوا لدى الملك. فاستحضرهم وهددهم بالتعذيب إن لم يكفروا بالسيد المسيح. وإذ لم يكترثوا بتهديده عذبهم كثيرا ثم قطع رؤوسهم. أما القديس فقد بالغ في تعذيبه بأن ألقاه للأسود فلم تؤذه وكان الرب يقويه ويشفيه. ثم أمر أخيرا بقطع رأسه. فنال إكليل الشهادة.

صلاته تكون معنا. أمين.