22 أبيب: تذكار شهادة القديس لاونديوس 

وفي مثل هذا اليوم أيضاً استشهد القديس لاونديوس. ولد في طرابلس من والدين مسيحيين. وكان حسن الصورة، كاملاً في سيرته، لطيفا في معاشرته، ومداوماً علي قراءة الكتب الإلهية، وبالأكثر سفر المزامير حتى حفظه. ولما انتظم في سلك الجندية، كان يعظ رفاقه الجنود، ويبين لهم فساد عبادة الأوثان. وينصحهم أن يقلعوا عن عبادتها. فمنهم من أطاع. والبعض الآخر أغراهم الشيطان فمضوا إلى القائد، وعرفوه أن لاونديوس يحتقر الأصنام، ويعلم أن المسيح هو الإله الحقيقي. فاستحضره القائد وسأله عن ذلك فأجابه بقول القديس بولس: "من سيفصلنا عن محبة المسيح. أشده أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عرى أم خطر أم سيف." فغضب القائد وطرحه في السجن. وفي اليوم التالي استحضره وقال له: "بأية قوة تجرؤ علي مخالفة الملك، وترد الناس عن عبادة الآلهة؟" فأجابه القديس: "حقا إنني أود أن يقبل الناس جميعهم إلى طاعة المسيح وأنت إذا تركت ضلالك، وعبدت المسيح ترث الملكوت الأبدي." فأمر بضربه حتى جرى دمه علي الأرض، وهو يسبح الله ويقدسه فرثى له أحد الجنود، وتقدم منه وقال له: "إنني أشفق عليك كثيراً ولذلك أريدك أن تذبح للآلهة فيعفى عنك." فصرخ فيه القديس قائلاً: "اذهب عنى يا شيطان." فزاد القائد في تعذيبه حتى أسلم روحه الطاهرة وهو في السجن. وأتت امرأة مؤمنة غنية، وبذلت أموالاً كثيرة للجنود وللسجان حتى أخذت الجسد وكفنته فى ثوب مذهب ووضعته في تابوت داخل بيتها حتى انقضى زمن الاضطهاد.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. أمين.

رو 8: 35

تكريس كنيسته تحت اليوم الأول من شهر بؤونه