23 أبيب: مكسيما و دوناتلا و سكوندا

عن كتاب: بستان القديسات الجزء الأول الناشر مكتبة كنيسة السيدة العذراء مريم بجرجا 

فى أيام الإضطهاد الذى قاده مكسيميانوس الوثنى على المسيحيين أمر قائدين وجنودهما بالذهاب إلى شمال أفريقيا للقبض على كل إنسان يعترف بأنه مسيحى. وأمرهما قائلاً من أطاع ينجى من الموت ومن يرفض ويقاوم يُجلد ويُعذب حتى الموت.. وأثناء قيامهم بمهمتهم تم القبض على إمرأة بتهمة إيمانها ولكن سرعان ما أنكرت وأضافت إلى جحودها للمسيح بأن وشت إلى القائد بأنه يوجد شابتين هما مكسيما ودوناتلا يعتنقان الإيمان المسيحى ويتبعان المصلوب.

أمر القائد بإحضار مكسيما ودوناتلا لكى يقدمن البخور للآلهة الوثنية ولكنهن لم يفعلن ذلك..فلما فشل فى إرغامهن على ترك الديانة المسيحية أخذ الوالى يوعدهن بعطايا كثيرة فلم يستجبن ثم توعدهن إن لم يرجعن عن معتقدهن سيذيقهن من العذاب ألواناً وأشكالاً.. وكانت مكسيما فى عامها الرابع عشر ومع صغر سنها إلا أنها كانت تحب الله كثيراً.

فلما رأتهن الفتاة الصغيرة سكوندا البالغة من العمر إثنتى عشر عاماً تكلمت ونطقت بصوت عال أمام الجموع المحتشدة وقال أنا مسيحية.

فلما سمعت قوات مكسيميانوس هذه الفتاة تُعلن بكل قوتها أنها مسيحية غضبوا جداً وأمروا بتمشيط مكسيما و دوناتلا و سكوندا بقطع من الزجاج المكسور. وأثناء ذلك كانوا جميعهن فى صلاة وتسبيح لله على منحهن هذه البركة. ولم يكتف الأشرار بذلك بل أمروا بوضع نار مشتعلة على رؤوسهن ولكن نعمة الرب قد حفظتهن بدون أذى..فلما لم يفلح معهن أى عذاب فقد أمروا بوضعهن فى جب به وحوش مفترسة وذلك بغرض أن يفتكوا بهن.. ولكن كما كان الله مع دانيال النبى فى جب الأسود هكذا جدد الله وعده مرة أخرى وكان مع هؤلاء الفتيات القديسات فى هذا الجب فلم يصبن بشئ لأن عناية الرب كانت ترعاهن.

أخيراً لما لم يجد أى وسيلة تنفع معهن وترغبهن فى العدول عن هذه العبادة وفشل فى كل محاولاته أمر بقطع رؤوسهن بحد السيف ونلن إكليل الشهادة وكان ذلك فى اليوم الثلاثين من شهر يوليه سنة 304م.

بركة صلواتهم تكون معنا أمين.