25 أبيب: شهادة القديس أباكراجون 

وفي مثل هذا اليوم أيضا استشهد القديس أباكراجون من البتانون. كان أولا لصاً فاتفق معه شابان على السرقة فمضوا إلى قلاية راهب فوجدوه ساهراً في الصلاة. فانتظروا إلى أن ينتهي من الصلاة ويرقد. ولكنه ظل واقفا يصلى ، حتى خارت قواهم وجزعوا. وفى الصباح خرج إليهم الشيخ فخروا ساجدين أمامه وألقوا سيوفهم فوعظهم وعلمهم ثم ترهبوا عنده. أما القديس أباكراجون فقد أجهد نفسه في عبادات كثيرة. وتنبأ له الشيخ أنه سينال إكليل الشهادة علي اسم المسيح. وقد تم قوله. إذ أنه بعد ست سنوات أثار الشيطان الاضطهاد علي الكنيسة . فودع القديس أباه الروحي وأخذ بركته، ومضى إلى نقيوس واعترف باسم السيد المسيح أمام الوالي المعين من قبل مكسيميانوس قيصر فعذبه كثيرا، ثم أخذه معه إلى الإسكندرية. وهناك عذبوه إذ علقوه في صاري سفينة خمس دفعات والحبال تتقطع. فوضعوه في جوال جلد وطرحوه في البحر. فأخرجه ملاك الرب من الماء، وأمره أن يمضى إلى سمنود. فمر في طريقه علي بلدة البنوان فعرفه أهلها. وكان كل من به مرض، يأتى إليه فيشفى بصلاته، ولما وصل إلى سمنود، أجرى الله علي يديه جمله عجائب: منها أنه أقام بصلاته ابنة الوزير يسطس من الموت، فآمن الوزير وزوجته وكل جنوده. ونالوا إكليل الشهادة، وكان عددهم تسعمائة خمسة وثلاثين رجلا. أما القديس فأرسلوه إلى الإسكندرية. وبعد أن عذبوه بمختلف الأنواع، قطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة، فظهر ملاك الرب لقس من منوف في رؤيا وعرفه عن مكان جسد القديس فأتى وأخذه، وبعد انقضاء زمن الاضطهاد بنوا له كنيسة علي اسمه في البتانون ووضعوا جسده بها.

صلاته تكون معنا. أمين.