2 مسرى: نياحة القديسة بائيسة 

فى مثل هذا اليوم تنيحت القديسة بائيسة. ولدت فى منوف من أبوين غنيين تقيين. ولما توفى والدها، جعلت منزلها مأوى للغرباء والمساكين. وصارت تقبل كل من يقصدها وتقضى له حاجته حتى نفذ مالها. فاجتمع بها قوم أردياء السيرة، وحولوا فكرها إلى الخطية. فجعلت بيتها داراً للدعارة. فاتصل خبرها بشيوخ شيهيت فحزنوا عليها حزناً عظيماً، واستدعوا القديس يوحنا القصير وكلفوه بالذهاب إليها ليصنع معها رحمة، عوض ما صنعته من خير معهم، ومساعدتها على خلاص نفسها. فأطاعهم القديس وسألهم أن يساعدوه بصلواتهم. ولما أتى إلى حيث تقيم قال للخادمة: "اعلمي سيدتك بوجودى." فلما أعلمتها تزينت واستدعته، فدخل وهو يرتل قائلاً: "إذا سرت فى وادى الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معى." ولما جلس نظر إليها وقال: "لماذا استهنت بالسيد المسيح وأتيت إلى هذا الأمر الرديء؟" فارتعدت وذاب قلبها من تأثير كلام القديس الذى أحنى رأسه وبدأ يبكى. فسألته : "ما الذى يبكيك؟" فأجابها : "لأني أعاين الشياطين تلعب على وجهك، فلهذا أنا أبكى عليك." فقالت له : "وهل لى توبة؟" فأجابها بقوله: "نعم ولكن ليس فى هذا المكان." فقالت له: "خذنى إلى حيث تشاء." فأخذها الى أحد أديرة الراهبات القريبة من جبل شيهيت. ولما أمسى الوقت قال لها نامى هنا، أما هو فقد نام بعيداً عنها. ولما وقف يصلى صلاة نصف الليل، رأى عموداً من نور نازلاً من السماء متصلاً بالأرض. وملائكة الله حاملين روح بائيسة. ولما اقترب منها وجدها قد ماتت. فسجد وصلى بحرارة ودموع طالبا إلى الله أن يعرفه أمرها فجاء صوت قائلا: "إن توبتها قد قبلت فى اللحظة التى تابت فيها." وبعدما واراها التراب عاد الى الشيوخ وأعلمهم بما جرى. فمجدوا الله الذى يقبل التائبين ويغفر لهم خطاياهم.

صلاة هذه القديسة تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.