17 مسرى: شهادة القديس يعقوب الجندى 

فى مثل هذا اليوم استشهد القديس يعقوب الجندى، وقد ولد فى منجوج من أعمال أبسو، من أبوين مسيحيين خائفين من الله. ورزقهما الله ثلاث بنات قبل هذا القديس. فأدخلاهن دير راهبات ليتعلمن ويتربين فى خوف الله. فتعلمن وقرأن الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة. ولما طلب أبوهن عودتهن لم يوافقنه، وفضلن البقاء فى الدير، وقدمن أنفسهن عرائس للمسيح، حزن الوالدان كثيرا. غير أن الله تعالى عزاهما بهذا القديس. ففرح به فرحا عظيما ولما بلغ السادسة من عمره أرسله أبوه الى أبسو، ليتعلم القراءة والكتابة. لما تعلم عينه أبوه مشرفا على ماله. وكان عند أبيه شيخ يرعى غنمه، وكان يتحلى بكثير من الفضائل فكان يعقوب يقتدى به. ولما أثار الشيطان الاضطهاد على المسيحيين، سلم الراعى الغنم لوالد يعقوب، ومضى ليستشهد. فطلب يعقوب من أبيه أن يودع الراعى ثم يعود، فسمح له بذلك. ولما مضى معه وجد الوالى فى الصعيد يعذب القديس يسطس ابن الملك نوماريوس. فقال الشيخ ليعقوب: "أنظر يا ولدى هذا الذى تراه يُعَذب انه ابن ملك، قد ترك العالم وكل مجده واتبع المسيح. فكم بالحرى نحن المساكين. فاصبر ولا تحزن على فراق والديك." ثم تقدم الاثنان أمام الوالى، واعترفا بالسيد المسيح، فعذبهما كثيرا وقطع الوالى رأس الشيخ. أما القديس يعقوب فقد عذبه عذابا أليما بالضرب بالسياط، ثم وضع على صدره قطعة حديد ساخنة. فرفع القديس عينيه واستغاث بالسيد المسيح، فأنقذه وشفاه من آلامه. ثم عادوا ووضعوه فى جوال وطرحوه فى البحر، فأصعده ملاك الرب. وعاد ووقف أمام الوالى الذى أرسله إلى الفرما وهناك عذبه الوالى بقطع لسانه وقلع عينيه وعصره بالمعصرة ثم مشط لحمه. فنزل سوريال ملاك الرب وأنقذه. ولما حار الوالى فى تعذيبه أمر بقطع رأسه مع شهيدين آخرين يدعيان إبراهيم ويوحنا من سمنود فنالوا إكليل الشهادة.

صلاتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.