23 مسرى: شهادة ثلاثين ألف مسيحي بمدينة الإسكندرية

فى مثل هذا اليوم تذكار شهادة ثلاثين ألف مسيحى بمدينة الإسكندرية. وذلك أنه بعد أن نفى الملك مرقيانوس البابا ديسقورس إلى جزيرة غاغرا، وعين بروتاريوس بطريركا عوضا عنه، رفض أساقفة مصر الاشتراك معه، وعقدوا مجمعا ضده وضد مجمع خلقيدونية ورسالة لاون فاغتاظ بروتاريوس، وهجم بقوات الحكومة على الأديرة والكنائس ونهبها، ثم استولى على أوقافها فأصبح ذا ثروة كبيرة ومال وافر، فانقض عليه اللصوص ليلاً، وقتلوه وسلبوا ما وجدوه معه. فأرسل أصحابه الى  الملك قائلين: "ان أصحاب ديوسقورس هم الذين قتلوا البطريرك الذى عينه الملك." فغضب وأرسل عددا كبيرا من الجنود فقتلوا نحو ثلاثين ألف مسيحى.

وعلى أثر ذلك مات مرقيانوس وجلس لاون الكبير. فانتهز أساقفة مصر هذه الفرصة ورسموا الأب تيموثاوس بطريركا على الإسكندرية. وفى الحال جمع مجمعاً وحرم المجمع الخلقيدونى. فأعلم الهراطقة الملك قائلين: "ان الذين قتلوا بروتاريوس، رسموا لهم بطريركا بدون أمر الملك." فغضب ونفاه هو وأخاه أناطوليوس إلى جزيرة غاغرا. فلبث هناك سبع سنوات، إلى أن أعاده الملك لاون الصغير. فاتحد مع الأب بطرس الانطاكى وعقد مجمعا فى العاصمة مؤلفا من خمسمائة أسقف، وحكم برفض أعمال مجمع خلقيدونية، وأقر التعليم بوحدة السيد المسيح الطبيعية. ورفع تقريرا بذلك إلى الملك. فقبله وأصدر منشور بوجوب التمسك به دون غيره. وبذلك اتحدت كراسى الإسكندرية والقسطنطينية وإنطاكية وأورشليم معا زمانا طويلاً.

صلوات هؤلاء الآباء تكون معنا. آمين.

أرسل هذه الرسالة أسقف روما لاون إلى مجمع خلقيدونية. ومن مضمونها  "حقا بأتى المسيح الاثنان الإله والإنسان، الاول بيهر بالمعجزات والثانى ملقى للإهانات." ولهذا حرمها الارثوذكس على مجمع خلقيدونية كما حرم البابا ديوسقورس أيضا بدعة أوطاخى التى تقول بامتزاج طبيعة المسيح الناسوتية فى طبيعته اللاهوتية، ووقوع الألم على جوهر اللاهوت. وقال الآباء باتحاد اللاهوت بالناسوت، كاتحاد الحديد بالنار، فبالطرق عليه، يكون الأثر على الحديد، ولكن النار لا تتأثر مع مشاركتها للحديد فى الاتحادية. كما أن اتحاد اللاهوت بالناسوت عند الآلام أعطى قيمة كبرى للمتألم لأجل خلاص جنس البشرية جميعا.