25 مسرى: نياحة القديس بيصاريون الكبير 

فى مثل هذا اليوم تنيح الأب العابد العظيم القديس بيصاريون. ولد بمصر من أبوين مسيحيين. ولما كبر اشتاق إلى السيرة الرهبانية فقصد إلى الأنبا أنطونيوس ومكث تحت تدبيره زمانا، ثم جاء إلى القديس مقاريوس، ولبث مدة تحت إرشاده. وبعد ذلك هام فى البرية لا يأوى تحت سقف، متجرداً من كل مقتنيات العالم حتى أنه لم يكن يلبس إلا ثوباً واحداً خشناً، وكان يحمل معه الإنجيل ويطوف على قلالى الرهبان باكياً. فإذا سألوه عن سبب بكائه، يجيبهم: "لقد سلب منى غناى وهربت من الموت وسقطت من شرف الحسب الى مذلته."  يعنى بذلك عن الخسارة العظيمة التى لحقت الجنس البشرى، بسقوط الأب الأول آدم فى مخالفة الوصية الأولى. فكان الذى لا يفطن إلى قوله يرثى له قائلاً: "الله يرد اليك ما سلب منك." وقد ذكر عنه الآباء آيات كثيرة. منها أنه كان سائراً مع تلميذيه يوحنا ودولاس على شاطئ البحر المالح، ولما عطشا أخذ هذا القديس قليلاً من مائه، وصلى عليه فصار عذباً وشربوا منه جميعا. ومرة أتوا بمجنون إلى برية الإسقيط ليصلى عليه الشيوخ، ولعلم الشيوخ بأن القديس بيصاريون، لا يحب المجد من الناس، لم يشاءوا أن يسألوه من أجل المجنون، بل وضعوه داخل الكنيسة فى المكان الذى كان فيه القديس عادة، فلما دخل وجده نائماً فأيقظه فقام معافى صحيح العقل. وقد أجرى الله على يديه آيات كثيرة ثم تنيح بسلام.

صلاته تكون معنا. آمين.