29 مسرى: وصول جسد الأنبا يحنس القصير إلى برية شيهيت

وفي مثل هذا اليوم أيضا من سنة 515 للشهداء ، نقل جسد القديس العظيم الأنبا يؤنس القصير من القلزم إلى برية شيهيت. وذلك أنه لما كان البابا يوحنا الثامن والأربعون في برية شيهيت تمنى بعض الحاضرين نقل جسد القديس يؤنس إلى ديره فحركت نعمة الله البابا البطريرك. فكتب رسالة علي يد القمص قزمان والقمص بقطر من الشيوخ، وأرسلهما إلى القلزم. فلم يتمكنا من أخذ الجسد، لأنه كان في حوزة الهراطقة التابعين لمجمع خلقدونية . فعادا من حيث أتيا. وبعد أيام تولى علي القلزم. أمير من أمراء العرب. وكان صديقا للأنبا ميخائيل أسقف أبلاوس. فعاد البطريرك وكتب رسالة أخرى إلى الأسقف يعلمه برغبته في أخذ الجسد وإرساله مع الرهبان الموفدين بالرسالة. ففرح الأب الأسقف بذلك، وعلم الأمير بالخبر فقال الأمير: "وكيف السبيل لوصول الرهبان إلى المكان؟" فأجابه كاتبه: "يلبسون ثياب العرب فوق ثيابهم ويدخلون معنا." وهكذا فعلوا ودخل العرب مع هؤلاء، حيث كان الجسد، فحمله الرهبان وساروا به طول الليل، حتى وصلوا إلى مريوط ومنها إلى البرية. ولما دخلوا به دير القديس مقاريوس ، تلقاه الرهبان بالتراتيل، وهم يحملون الصلبان والمباخر وأتوا به إلى حيث جسد القديس مقاريوس. وسكبوا عليه الطيب. ثم حملوه إلى ديره وهم يرتلون. فتلقاه أولاده بالفرح والبهجة. ولما رسم البابا مرقس البطريرك التاسع والأربعون وصعد إلى البرية، ومعه أساقفة الوجه البحري، وبعض الكهنة، وذهب إلى دير هذا القديس، وكشف عن أعضائه المقدسة، وتبارك منها ورد عليه ثوب الليف الذي كان ملفوفا به، ثم كفنه بلفائف كتان. وسبح الرهبان الله، وأنشدوا كثيرا من المدائح لهذا القديس.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.