نيقوديموس

 كان فريسياً وواحداً من رؤساء الكهنة وعضواً فى مجمع السنهدريم، ويصفه الكتاب بأنه "رئيس لليهود"  وقد جاء إلى السيد المسيح ليلاً لئلا يراه أحد، وأخذ يشاوره ويباحثه فى أمر الولادة الثانية الروحية، وقد اقتنع بكلام يسوع وأعجب به، وقد دافع عنه أمام زملائه الفريسيين حينما هاجموه، وقال لهم " ألعل ناموسنا يدين إنساناً لم يسمع منه أولاً ويعرف ما فعل." وقد تجلت محبته ليسوع عند صلبه إذ اشترك مع يوسف الرامى فى تطييب جسده وتكفينه، فأحضر يوسف الرامى اللفائف والأكفان أما نيقوديموس فأحضر "مزيج مر وعود نحومائة منا." أى ما يعادل قنطاراً مصرياً من الأطياب وهذا يدل على أنه كان غنياً جداً وأنه كان يحب يسوع محبة فياضة باذلة مضحية، ولقد أكثر التقدمة التى يغمر بها جسد المسيح الذى سبق فغمره بتعاليمه الإلهية وأنار بصيرته الروحية عندما أتى إليه ليلاً ليسأله، ثم غمره من على الصليب بفيض من غفرانه ومحبته.

وعندما سكبت المرأة أخت لعازر قارورة الطيب على رأس المسيح مدحها وقال: " الحق اقول لكم حيثما يكرز بهذا الانجيل في كل العالم يخبر ايضا بما فعلته هذه تذكارا لها." فكم بالحرى نيقوديموس الذى أكرم المسيح بمائة منا من مزيج مر وعود، أى ما يعادل مائة ضعف ما قدمته مريم أخت لعازر.

أخيراً بعد تكفين الجسد الطاهر اشترك نيقوديموس مع يوسف الرامى فى دفنه ودحرجة الحجر عليه.

وتنسب الكنيسة إلى هذين الرجلين العظيمين (يوسف الرامى ونيقوديموس) تسبحة الثلاثة تقديسات المعروفة، ويقول التقليد أنهما بينما كانا يكفنان الجسد ويطيبانه وهما مندهشان كيف أن رئيس الحياة الذى أقام لعازر من القبربعد أربعة أيام، يقدر عليه الموت، للوقت سمعا الملائكة من السماء تنشد قائلة: "قدوس الله قدوس القوى قدوس الحى الذى لا يموت، أما هما فكانا يكملان: "يا من صلب عنا إرحمنا."

بركة صلواتهما تكون معنا أمين.